بقلم - عبد اللطيف المناوي
لكل إنسان فى بلدنا حق فى أن يحلم بمستقبل وحياة أفضل، أن يحلم بتعليم جيد لأبنائه وخدمات صحية آدمية تليق به وبأسرته. أن يتطلع إلى رخاء اقتصادى، وإلى دخل يلبى احتياجاته. أن يعيش آمنًا، وأن يهنأ براحة بال على المستوى الاجتماعى.
تلك الحقوق هى المحددات الرئيسية للمستقبل، لاسيما بعد محنة حقيقية عاشها المصريون فى الفترة القصيرة الماضية، إثر الكثير من المسببات، منها «تصاريف قدرية» عالمية.
وقد تضمن خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، أثناء تنصيبه رئيسًا لمصر، لولاية جديدة، ملامح صناعة المستقبل الذى نحلم به، والذى يتضمن بناء دولة حديثة، ديمقراطية، متقدمة فى العلوم والصناعة، والعمران والزراعة، والآداب والفنون.
ولأن محددات الوصول إلى وضع اقتصادى قوى ومُطمئن فى المستقبل هى الشغل الشاغل للمصريين جميعًا، وكذلك إدراك الرئيس أنها التحدى الأبرز خلال الفترة الحالية، فإنها شغلت حيزًا كبيرًا فى خطابه، لاسيما بعد تأكيده على تبنى استراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية، وتعزز من صلابة ومرونة الاقتصاد المصرى فى مواجهة الأزمات، مع تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام ومتوازن.
إضافة إلى تعزيز دور القطاع الخاص كشريك فى التنمية، والتركيز على قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، وتوفير الملايين من فرص العمل، وكذلك إصلاح مؤسسى شامل يستهدف ضمان الانضباط المالى.
أكد الرئيس كذلك على ضرورة الاستفادة من ثروات مصر البشرية لزيادة جودة التعليم، ودعم شبكات الأمان الاجتماعى وزيادة الإنفاق عليها، والاستمرار فى تنفيذ مخطط التنمية العمرانية واستكمال إنشاء المدن الجديدة، وتطوير المناطق غير المخططة.
ومن المحددات الأخرى للحلم الذى يجب على المصريين أن يحلموا به حماية وصون أمن مصر القومى، فى محيط إقليمى ودولى مضطرب، وهو ما يحتم مواصلة العمل على تعزيز العلاقات المتوازنة مع جميع الأطراف فى عالم جديد تتشكل ملامحه مستقبلاً، وتقوم فيه مصر بدور لا غنى عنه لترسيخ الاستقرار، والأمن، والسلام، والتنمية.
وفى الحقيقة أن إدراك المصريين لهذا التحدى تحديدًا هو ما ساهم فى الوصول إلى ما نحن عليه الآن، هو ما ساهم فى الوصول إلى بلد آمن مستقر، بين دول أخرى مجاورة تمتلئ بالصراعات والحروب والمآسى.
ولأن الحلم يحتاج إلى سواعد قوية، فقد ركز الرئيس على قيمة العمل الجاد لمواجهة التحديات المتصاعدة، وكذلك ضرورة مواكبة التطور تكنولوجيًا وعمرانيًا وسياسيًا واقتصاديًا، مؤكدًا أن مصر بالفعل فى سباق مع الزمن، لأن التقدم مستمر، ولا أحد سينتظر أحدًا.
بالتأكيد أن العمل الجاد والمتواصل هو أحد شروط الحلم، فضلًا عن ضرورة أن يعى الشعب المصرى قوة بلده ومكانته التى يجب أن يكون عليها.
"
بالتأكيد أن الحلم الذى آمن به المصريون من قديم الأزل، بأن هذا البلد هو أهم بلاد الدنيا، متواصل ومستمر، شرط الإيمان به.