بقلم -عبد اللطيف المناوي
لا أدرى إن كنت أسمى هذا «آخر ضحايا حرب إسرائيل على غزة» أم «ضحايا المفاهيم المريضة لازدواج المعايير» أم هو «ضحايا الابتزاز الصهيونى»!.
منذ أيام سقطت رئيسة جامعة هارفارد كلودين جاى بإجبارها على الاستقالة من منصبها، لتكون بذلك الضحية الثانية للاتهامات بمعاداة السامية لسماحها باحتجاجات داعمة لغزة في حرم الجامعة.
وكانت الضحية الأولى ليز ماجيل، رئيسة جامعة بنسلفانيا، التي أجبرت أيضًا على الاستقالة منذ أسابيع بعدما تعرضت لانتقادات بسبب موقفها من معاداة السامية في الحرم الجامعى.
كانت رئيستا الجامعتين، إضافة إلى رئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالى كورنبلوث، قد واجهن جلسة استماع عاصفة شغلت الرأى العام الأمريكى حول معاداة السامية والاحتجاجات في الحرم الجامعى حول الحرب الإسرائيلية على غزة. بدت جلسة الاستماع في الكونجرس التي استمرت خمس ساعات والتى تابعها العالم. بدت الجلسة كأنها إحدى محاكم التفتيش الشهيرة، إن لم تكن قد تجاوزتها، في ذلك القدر من الانحياز المذهل لوجهة النظر التي تتبنى الرؤية الإسرائيلية الصهيونية في أحداث غزة.
تمت الدعوة لعقد هذه الجلسة بعد أن اتهم الطلاب والأسر والخريجون اليهود الجامعات بالتسامح مع معاداة السامية، خاصة في تصريحات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين منذ أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وكانت النقطة التي أثارت رد فعل عنيفًا، أظنه عصبيًّا ومفتعلًا، هي إجابتهم عن سؤال النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك عن ولاية نيويورك والتى سألت عن دعوات الطلاب المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى «الانتفاضة» أو «الإبادة الجماعية لليهود».
وقالت «هل الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود تنتهك قواعد جامعة بنسلفانيا أو مدونة قواعد السلوك، نعم أم لا؟ فأجابت ماجيل: «إذا تحول الخطاب إلى سلوك، فقد يكون ذلك مضايقة».وانتقدت ستيفانيك الرد قائلة: «السلوك يعنى ارتكاب فعل الإبادة الجماعية؟ الكلام لا يعنى تحرشًا؟ هذا غير مقبول».
وقالت ستيفانيك، تعليقًا على استقالة ماجيل إنها كانت «الحد الأدنى لما هو مطلوب»، وحثت جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا على اتخاذ إجراءات مماثلة. وهو ما حدث بالفعل بعد أسابيع مع رئيسة جامعة هارفارد.
ولأن شر البلية ما يضحك، فإن الاكتشاف «المفاجئ» أن جاى، رئيسة هارفارد، لم تستشهد بمصادر علمية بشكل صحيح. وبالتالى فقد تم تقديم شكوى جديدة إلى جامعة هارفارد زعمت عن وجود سرقات أدبية. أوضحت جاى، التي دخلت التاريخ كأول شخص أسود يتبوأ منصب رئيس جامعة هارفارد في استقالتها أنها تعرضت لتهديدات شخصية و«عداء عنصرى».
ويأتى تنحيها بعدما دعمتها الهيئة الإدارية للمؤسسة عقب شهادتها في الكونجرس.
بينما طالب أكثر من 70 نائبًا من بينهم اثنان ديمقراطيان باستقالتها، فيما دعا عدد من خريجى جامعة هارفارد البارزين والمانحين إلى مغادرتها المنصب، فقد وقّع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد رسالة تدعمها. ولكن يبدو أن نيران «المحرقة» أكثر قوة