توقيت القاهرة المحلي 12:31:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجماعة التى تهدد البحر (٢).. نظرة في التاريخ

  مصر اليوم -

الجماعة التى تهدد البحر ٢ نظرة في التاريخ

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لم يظهر الحوثيون فى اليمن من فراغ، بل إن التهميش الذى عانت منه مناطق الزيديين، الذين يشكلون نحو ٤٠ فى المائة من سكان اليمن، هو الذى دفع إلى وجود هذه الظاهرة، التى بدأت بالتشكل تحت اسم «الشباب المؤمن»، كان ذلك فى تسعينيات القرن الماضى، واتخذوا من المذهب الزيدى عقيدة فكرية. كان الهتاف الأول لهم خلال صلوات الجمعة فى المساجد: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، وهذا ما جعل السلطات تتعامل معهم ببعض الهدوء، وحتى مَن تم القبض عليه فإنه أُطلق سراحه سريعًا. جسّد هؤلاء أفكارهم فى حزب سياسى باسم «حزب الحق»، بل خاضوا انتخابات سنة ١٩٩٣، وحازوا مقعدين فقط، ومع ازدياد الأمريكان فى المنطقة، بعد احتلال العراق، وجدت حركة «الشباب المؤمن» أرضًا خصبة لنشر فكرها، كما أنها وجدت الحاضنة الإيرانية المتنامية، التى تعادى أصلًا أمريكا، فبدأت تعمل أكثر وأكثر على الأرض مدفوعة بدعم طهران الكبير.

اتسع نطاق نشاط الحركة لتشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، فضلًا عن الترويج لمعارضة حكم الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح. فى عام ٢٠٠٤ تحولت الحركة لأول مرة إلى تنظيم مسلح يواجه القوات الحكومية، ثم قُتل حسين الحوثى ليخلفه شقيقه الأصغر عبدالملك فى القيادة، وهنا صار التحول أكبر وأعنف، حتى فى الاسم لأنهم غيروه من «الشباب المؤمن» إلى «أنصارالله».

ظلت الحركة فى صراع شرس مع حكومة صالح، حتى جاءت رياح ما سُمى «الربيع العربى» فى المنطقة، فازدادت الحاضنة، وانتقلت عدوى التظاهرات إلى اليمن، فوجدوا فى كثير من المواطنين العاديين ظهرًا آخر وقوة أخرى جعلتهم يفرضون السيطرة على أجزاء كبيرة فى اليمن، مما جعلهم طرفًا فى المعادلة السياسية اليمنية، وعضوًا فى الحوار الوطنى هناك. وبعد سقوط نظام صالح، كانت السلطة قد دانت لهم كثيرًا، ومثّل هذا السقوط فرصة لتعزيز موقعهم ونفوذهم فى اليمن، خاصة بعد أن تحول بعض أنصار عدوهم اللدود صالح إلى مناصرين لهم من الناحية العسكرية.

زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء، واحتلوها، ثم حاصروا القصر الجمهورى، وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس عبدربه هادى وأعضاء الحكومة، الذين استغاثوا بدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لتصحيح الأوضاع، أو فرض الشرعية من جديد. ومع دخول أطراف أخرى فى الصراع، ومن أهمها السعودية بالتحديد، زادت إيران فى دعمها لجماعة «أنصارالله» أو «الحوثيين» كما سموا أنفسهم، نسبة إلى زعيمهم. بدأت الحرب واستمرت لسنوات، دون فائز أو منهزم، وبدأ التفاوض بين السعودية، قائدة الحملة التى سُميت فى البداية «عاصفة الحزم»، وفى النهاية التقى الجانبان، فى حضور وسطاء من عمان، فى العاصمة اليمنية، صنعاء، التى صار يسيطر عليها الحوثيون، لينتهى الفصل الأهم فى تاريخ الحركة، وهو شبه الاعتراف الإقليمى بها كحركة سياسية عسكرية تقف على حدود السلطة.

ولكن مَن يتحمل مسؤولية هذا الاعتراف، الذى ستتبعه بالتأكيد مخاطر شديدة؟. هذا ما سنعرفه فى سياق حديث آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة التى تهدد البحر ٢ نظرة في التاريخ الجماعة التى تهدد البحر ٢ نظرة في التاريخ



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon