توقيت القاهرة المحلي 07:04:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجماعة التى تهدد البحر (٢).. نظرة في التاريخ

  مصر اليوم -

الجماعة التى تهدد البحر ٢ نظرة في التاريخ

بقلم - عبد اللطيف المناوي

لم يظهر الحوثيون فى اليمن من فراغ، بل إن التهميش الذى عانت منه مناطق الزيديين، الذين يشكلون نحو ٤٠ فى المائة من سكان اليمن، هو الذى دفع إلى وجود هذه الظاهرة، التى بدأت بالتشكل تحت اسم «الشباب المؤمن»، كان ذلك فى تسعينيات القرن الماضى، واتخذوا من المذهب الزيدى عقيدة فكرية. كان الهتاف الأول لهم خلال صلوات الجمعة فى المساجد: «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، وهذا ما جعل السلطات تتعامل معهم ببعض الهدوء، وحتى مَن تم القبض عليه فإنه أُطلق سراحه سريعًا. جسّد هؤلاء أفكارهم فى حزب سياسى باسم «حزب الحق»، بل خاضوا انتخابات سنة ١٩٩٣، وحازوا مقعدين فقط، ومع ازدياد الأمريكان فى المنطقة، بعد احتلال العراق، وجدت حركة «الشباب المؤمن» أرضًا خصبة لنشر فكرها، كما أنها وجدت الحاضنة الإيرانية المتنامية، التى تعادى أصلًا أمريكا، فبدأت تعمل أكثر وأكثر على الأرض مدفوعة بدعم طهران الكبير.

اتسع نطاق نشاط الحركة لتشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، فضلًا عن الترويج لمعارضة حكم الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح. فى عام ٢٠٠٤ تحولت الحركة لأول مرة إلى تنظيم مسلح يواجه القوات الحكومية، ثم قُتل حسين الحوثى ليخلفه شقيقه الأصغر عبدالملك فى القيادة، وهنا صار التحول أكبر وأعنف، حتى فى الاسم لأنهم غيروه من «الشباب المؤمن» إلى «أنصارالله».

ظلت الحركة فى صراع شرس مع حكومة صالح، حتى جاءت رياح ما سُمى «الربيع العربى» فى المنطقة، فازدادت الحاضنة، وانتقلت عدوى التظاهرات إلى اليمن، فوجدوا فى كثير من المواطنين العاديين ظهرًا آخر وقوة أخرى جعلتهم يفرضون السيطرة على أجزاء كبيرة فى اليمن، مما جعلهم طرفًا فى المعادلة السياسية اليمنية، وعضوًا فى الحوار الوطنى هناك. وبعد سقوط نظام صالح، كانت السلطة قد دانت لهم كثيرًا، ومثّل هذا السقوط فرصة لتعزيز موقعهم ونفوذهم فى اليمن، خاصة بعد أن تحول بعض أنصار عدوهم اللدود صالح إلى مناصرين لهم من الناحية العسكرية.

زحف الحوثيون على العاصمة صنعاء، واحتلوها، ثم حاصروا القصر الجمهورى، وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس عبدربه هادى وأعضاء الحكومة، الذين استغاثوا بدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، لتصحيح الأوضاع، أو فرض الشرعية من جديد. ومع دخول أطراف أخرى فى الصراع، ومن أهمها السعودية بالتحديد، زادت إيران فى دعمها لجماعة «أنصارالله» أو «الحوثيين» كما سموا أنفسهم، نسبة إلى زعيمهم. بدأت الحرب واستمرت لسنوات، دون فائز أو منهزم، وبدأ التفاوض بين السعودية، قائدة الحملة التى سُميت فى البداية «عاصفة الحزم»، وفى النهاية التقى الجانبان، فى حضور وسطاء من عمان، فى العاصمة اليمنية، صنعاء، التى صار يسيطر عليها الحوثيون، لينتهى الفصل الأهم فى تاريخ الحركة، وهو شبه الاعتراف الإقليمى بها كحركة سياسية عسكرية تقف على حدود السلطة.

ولكن مَن يتحمل مسؤولية هذا الاعتراف، الذى ستتبعه بالتأكيد مخاطر شديدة؟. هذا ما سنعرفه فى سياق حديث آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة التى تهدد البحر ٢ نظرة في التاريخ الجماعة التى تهدد البحر ٢ نظرة في التاريخ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 00:03 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز
  مصر اليوم - نيقولا معوض بطل كليب تركي دويتو مع إيلين ييليز

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon