توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب الباردة الجديدة

  مصر اليوم -

الحرب الباردة الجديدة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

أزعم أن هناك حربا باردة جديدة ميدانها هو ساحة الفضاء الإلكترونى، وأطرافها أمريكا من جانب، والعالم كله من جانب آخر، أما سلاحها الأكثر حضورا فهو الذكاء الاصطناعى.

التقرير الذى نشرته جريدة التليجراف منذ أيام يؤكد على ذلك، لا سيما أنه تحدث عن قلق حقيقى فى واشنطن من تنامى استخدام الذكاء الاصطناعى فى المنطقة العربية.

قد يندهش القارئ من هذه المعلومة، فقد تعودنا فى سرديات الحروب الأمريكية على أعداء مثل الاتحاد السوفيتى فى الحرب الباردة، أو الصين فى النزاعات السياسية والاقتصادية الأخيرة، لكن أن يكون عدوها هو الوطن العربى، فهو أمر ربما يثير التساؤلات.

حتى إنه أثار دهشة كاتب تقرير التليجراف نفسه، ذلك لأن تاريخ المنطقة مع التقدم التكنولوجى ليس مشرفا، ففى الوقت الذى تم اعتماد الطباعة فيه فى كل مكان على وجه الأرض، تم حظرها فى المنطقة العربية لمدة 200 سنة تقريبا، فضلا عن زيادة القيود فى كثير من الدول العربية على تداول المعلومات والوثائق والأرشيف الرقمى.

لكن، المتابع العادى للتكنولوجيا هذه الأيام سيشهد زيادة كبيرة فى استخدام تعبير الذكاء الاصطناعى، حتى إنه صار الموضوع الأبرز فى كل المؤتمرات التى تخص كل المجالات، بداية من التكنولوجيا باعتباره المجال الأول للذكاء الاصطناعى، مرورا بالإعلام بكل تأكيد، وصولا إلى مجالات الطب والتصنيع والتسليح.

وأعتقد أنه خلال الشهور الثلاثة الماضية أقيم فى القاهرة أكثر من مؤتمر ومنتدى رفع شعار الذكاء الاصطناعى، بل إن أول المؤتمرات التى ستنعقد بعد أيام تدور المناقشات فيه حول تطوير صحافة الموبايل باستخدام الذكاء الاصطناعى.

وبالعودة إلى تقرير التليجراف فنجد أن أبرز ما يثير قلق الأمريكان هو تفكير الكثير من البلاد العربية فى تطوير استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، حيث إن طموحات دول كثيرة فى المنطقة فى هذا القطاع أثارت مخاوف، خاصة بين مسؤولى الأمن القومى فى واشنطن العاصمة.

وقد ذكر التقرير مثالا مهما فى هذا النشاط وهو مثال شركة G42، والتى تعتبر من أكثر الشركات نموا فى العالم العربى، وهى إماراتية وتعمل فى مجال الذكاء الاصطناعى، إلا أن ما يقلق المسؤولين فى الولايات المتحدة منها هو الشراكة التى بينها وبين الصين، العدو التقليدى لأمريكا. إذ يكمن القلق الأمريكى من أنه يخشى من تعاون صينى عربى فى تطوير تقنيات هذا المجال والذى من شأنه أن يتيح التعامل مع البيانات المتعلقة بالمواطنين الأمريكيين، عن طريق لغات خوارزمية أكثر تطورا.

لقد قامت أمريكا بالفعل بتضييق الخناق على إمدادات معالجات الجرافيك عالية الأداء، والتى تستخدم لتشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعى، من خلال فرض قواعد ترخيص أكثر صرامة للرقائق التى يتم إرسالها إلى الشرق الأوسط.

قد يكون هذا الإجراء هو أحد الأسلحة التى تستخدمها أمريكا فى تلك الحرب، والتى من المتوقع أن تكون أكبر فى الأيام المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الباردة الجديدة الحرب الباردة الجديدة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon