توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية كلب

  مصر اليوم -

حكاية كلب

بقلم - عبد اللطيف المناوي

عدت مبكرًا ولم أرغب فى الاستسلام لحصار دراما وإعلانات رمضان. وقررت أن أستغل فرصة وجودى وحدى فى البيت لأقرر ماذا أشاهد. راجعت قائمة الأفلام المتاحة واخترت فيلمًا عنوانه «هاتشى: حكاية كلب». لم أكتشف أننى شاهدته منذ أكثر من عشر سنوات إلا بعد مرور ساعة!

فى إحدى الليالى وأثناء عودة البروفيسور أوينو، قام بدوره ريتشارد جير، إلى بيته صادفه كلب صغير فى محطة القطار، فيأخذه معه إلى بيته، اعتنى به وارتبط به. نشأت علاقة، لا أدرى لماذا نصفها إنسانية، بين البروفيسور والكلب حتى بدأ الكلب توصيل البروفسيور لمحطة القطار، وينتظره عند عودته من العمل أمام باب محطة القطار يوميًّا.

فى أحد الأيام لا يعود البروفيسور بسبب نزيف دماغى تعرض له فى الجامعة أدى إلى وفاته، إلا أن «هاتشى» لم يقلع عن عادته فى انتظار صديقه أمام باب المحطة يومًا بعد يوم فى انتظار عودته، واستمر على هذا الحال عشر سنوات متتالية حتى لفت انتباه الكثير من المارة فى المحطة وانتشرت قصته.

الفيلم عن قصة حقيقية حدثت فى طوكيو عن بروفيسور فى كلية الزراعة بجامعة طوكيو الإمبراطورية (حاليًّا اسمها جامعة طوكيو) عام 1924 اقتنى كلبًا من سلالة هاتشيكو النادرة، وقد أولى الكثير من العناية بالجرو ذى البنية الضعيفة، حيث جعله ينام تحت سريره وأصبحا يتناولان الطعام معًا، واستمرت القصة كما فى الفيلم الذى اتخذ اسم الكلب، وهناك عدة آراء حيال سبب إطلاق اسم «هاتشى» على الكلب، أحدها يقول إن الطرفين الأماميين للجرو كانا يشبهان «حرف ثمانية (هاتشى) باللغة اليابانية» عندما يقف الكلب.

فى عام 1932 نُشر مقال فى صحيفة طوكيو أساهى (الآن صحيفة أساهى) بعنوان «حكاية الكلب العجوز المحبوب». وما إن كتب «إن الكلب ينتظر بفارغ الصبر منذ 7 سنوات عودة سيده الراحل»، إلا وأصبح هاتشى فجأة علمًا داخل البلاد وخارجها.

أعرب الكثيرون عن تعاطفهم واهتمامهم بهاتشى الذى بات يتقدم فى السن وبدأ جسده يضعف، حتى أصبح موظفو محطة القطار التى ينتظر سيده الراحل فيها (شيبويا)، يعتنون به. ونشرت الصحف والإذاعات ووسائل إعلام أخرى تقارير عنه، ومع ازدياد شهرته ارتفعت أصوات سكان المنطقة مطالبة بتشييد تمثال برونزى لهاتشيكو. وبالصدفة فإن غدًا 8 إبريل يصادف اليوم الذى تقام فيه مراسم تذكارية سنويًا لهاتشيكو خارج المحطة.

أظن أننى اخترت المشاهدة لتوقعى ما سوف يحمله الفيلم من قيم وفاء وارتباط ونبل ندرت فى حياتنا فأصبحنا نبحث عنها فى كائنات أخرى غير البشر، أو فى قصص مثل قصة «هاتشى» التى تنتهى بدموع، ما زلنا كرجال شرقيين، نحاول إخفاءها حتى لو كانت تطهر النفس.

«سأنتظرك، بغض النظر عن الوقت الذى سأقضيه منتظرًا»، هذه العبارة تلخص حكاية «هاتشى».

فكم «هاتشى» فى حياتنا؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية كلب حكاية كلب



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon