توقيت القاهرة المحلي 00:55:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف

  مصر اليوم -

زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الرئيس الأمريكى جو بايدن يحتاج إلى الشرق الأوسط، لا العكس. تلك حقيقة واقعة فرضتها الظروف خلال الفترة الأخيرة، كانت نتيجتها أن انعطفت سياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة من النقيض إلى النقيض تمامًا. هذا هو حال الأمريكان دائمًا، ينظرون إلى مصلحتهم، ويتحركون نحوها، ويتناسون مواقفهم السابقة تجاه من لم تكن لهم مصلحة معه فى السابق.واشنطن خلال الفترة الماضية عانت من نكبات تلو الأخرى، وأعتقد أنها ليست بسبب الديمقراطيين، كما يريد أن يصور الجمهوريون أو أنصار اليمين فى العالم عمومًا، بل هى نتيجة تكلس الإدارة، وعدم استيعابها المستجدات التى تحدث على الكرة الأرضية، خصوصًا مع تنامى قوى أخرى باتت تناطح المصالح الأمريكية أينما ذهبت.

النكبة الأولى التى تعرض لها الأمريكان كانت الخروج الغريب من أفغانستان، وتسليمها على طبق من ذهب لحركة طالبان مرة أخرى، وكأننا عدنا إلى زمن التسعينيات، عندما كانت الحركة الإسلامية المتطرفة تلك مسيطرة على الدولة بشكل كامل، بل وآوت المتطرفين، ما كان له أثر فى حدوث 11 سبتمبر، التى انكوت بها أمريكا.

النكبة الثانية كانت خروجها من الشرق الأوسط، بقرار لم يكن حازمًا، بل كان مائعًا، ما خلَّف أزمة حقيقية فى عدد من الدول، ومن بينها بالتأكيد العراق. هذا الانسحاب الأمريكى من دون تحقيق أى هدف مما أعلنته وقت المجىء، جعل للقوى العالمية الأخرى صوتًا مهمًا فى المنطقة، ولعل الصين إحداها من الجانب الاقتصادى، وروسيا من الجانب العسكرى والسياسى.

النكبة الثالثة هى فشل الإدارة الأمريكية الكبير فى إدارة الملف النووى الإيرانى، من اتفاق فى البداية، ثم نقض لهذا الاتفاق أيام ترامب، فعودة ولا عودة فى زمن بايدن، وهذا كان له كبير الأثر فى اهتزاز الصورة الأمريكية فى العالم، وأمام الرأى العام فى منطقة الشرق الأوسط التى تهمها المسألة الإيرانية بقوة.

النكبة الرابعة كانت تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، التى أظهرت الضعف الكبير الذى عليه الاقتصاد العالمى من دون بعض الثروات الآتية من بلاد الروس والأوكران، فضلًا عن نكبة مستمرة بمساندة غير عاقلة لإسرائيل، ونكبة أخرى متوقعة فى الانتخابات النصفية المقتربة للكونجرس، والتى سيفقد ولاشك فيها بايدن الأغلبية للجمهوريين، حسب استطلاعات الرأى.

لا ننتظر أن يأتى بايدن ليوزع هدايا، كما أننا لا ننتظر أن يكون موقفه بنفس غطرسة قوة السابق، هو سيأتى من أجل الحفاظ على مكانته- مكانة أمريكا- فى الشرق الأوسط، لذا سيكون ملزمًا بتصحيح صورة الإدارة الأمريكية أمام شعوب المنطقة، وأن يتعهد بحل جذرى للقضية الفلسطينية، ولأزمة الحدود بين تل أبيب وبيروت، وأن يتعهد بتدارك ما يحدث فى المفاوضات النووية الإيرانية، لتبديد مخاوف أهل المنطقة. سيكون مُلزمًا أن يتفق مع السعوديين والإماراتيين على بنود اقتصادية غير مجحفة لطرف دون الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:45 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025
  مصر اليوم - مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة

GMT 00:43 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تشيلسي الإنجليزي يستقرّ على بديل أنطونيو كونتي

GMT 10:07 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

عفو رئاسي من السيسي عن متهمة في قضية شهيرة

GMT 12:49 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

النني ينعش خزينة الأهلي ب81 ألف جنيه استرليني

GMT 01:58 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

صورة الفنانة شادية قبل وفاتها تبكي محبيها

GMT 08:06 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري سعيدة بجائزة فاتن حمامة وتبرز معادلة نجاحها الصعبة

GMT 23:51 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

فوائد العناق بين الزوجين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon