توقيت القاهرة المحلي 21:13:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف

  مصر اليوم -

زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الرئيس الأمريكى جو بايدن يحتاج إلى الشرق الأوسط، لا العكس. تلك حقيقة واقعة فرضتها الظروف خلال الفترة الأخيرة، كانت نتيجتها أن انعطفت سياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة من النقيض إلى النقيض تمامًا. هذا هو حال الأمريكان دائمًا، ينظرون إلى مصلحتهم، ويتحركون نحوها، ويتناسون مواقفهم السابقة تجاه من لم تكن لهم مصلحة معه فى السابق.واشنطن خلال الفترة الماضية عانت من نكبات تلو الأخرى، وأعتقد أنها ليست بسبب الديمقراطيين، كما يريد أن يصور الجمهوريون أو أنصار اليمين فى العالم عمومًا، بل هى نتيجة تكلس الإدارة، وعدم استيعابها المستجدات التى تحدث على الكرة الأرضية، خصوصًا مع تنامى قوى أخرى باتت تناطح المصالح الأمريكية أينما ذهبت.

النكبة الأولى التى تعرض لها الأمريكان كانت الخروج الغريب من أفغانستان، وتسليمها على طبق من ذهب لحركة طالبان مرة أخرى، وكأننا عدنا إلى زمن التسعينيات، عندما كانت الحركة الإسلامية المتطرفة تلك مسيطرة على الدولة بشكل كامل، بل وآوت المتطرفين، ما كان له أثر فى حدوث 11 سبتمبر، التى انكوت بها أمريكا.

النكبة الثانية كانت خروجها من الشرق الأوسط، بقرار لم يكن حازمًا، بل كان مائعًا، ما خلَّف أزمة حقيقية فى عدد من الدول، ومن بينها بالتأكيد العراق. هذا الانسحاب الأمريكى من دون تحقيق أى هدف مما أعلنته وقت المجىء، جعل للقوى العالمية الأخرى صوتًا مهمًا فى المنطقة، ولعل الصين إحداها من الجانب الاقتصادى، وروسيا من الجانب العسكرى والسياسى.

النكبة الثالثة هى فشل الإدارة الأمريكية الكبير فى إدارة الملف النووى الإيرانى، من اتفاق فى البداية، ثم نقض لهذا الاتفاق أيام ترامب، فعودة ولا عودة فى زمن بايدن، وهذا كان له كبير الأثر فى اهتزاز الصورة الأمريكية فى العالم، وأمام الرأى العام فى منطقة الشرق الأوسط التى تهمها المسألة الإيرانية بقوة.

النكبة الرابعة كانت تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية، التى أظهرت الضعف الكبير الذى عليه الاقتصاد العالمى من دون بعض الثروات الآتية من بلاد الروس والأوكران، فضلًا عن نكبة مستمرة بمساندة غير عاقلة لإسرائيل، ونكبة أخرى متوقعة فى الانتخابات النصفية المقتربة للكونجرس، والتى سيفقد ولاشك فيها بايدن الأغلبية للجمهوريين، حسب استطلاعات الرأى.

لا ننتظر أن يأتى بايدن ليوزع هدايا، كما أننا لا ننتظر أن يكون موقفه بنفس غطرسة قوة السابق، هو سيأتى من أجل الحفاظ على مكانته- مكانة أمريكا- فى الشرق الأوسط، لذا سيكون ملزمًا بتصحيح صورة الإدارة الأمريكية أمام شعوب المنطقة، وأن يتعهد بحل جذرى للقضية الفلسطينية، ولأزمة الحدود بين تل أبيب وبيروت، وأن يتعهد بتدارك ما يحدث فى المفاوضات النووية الإيرانية، لتبديد مخاوف أهل المنطقة. سيكون مُلزمًا أن يتفق مع السعوديين والإماراتيين على بنود اقتصادية غير مجحفة لطرف دون الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف زيارة بايدن بين الضرورة والإجحاف



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon