توقيت القاهرة المحلي 15:41:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمنيات بعام هادئ

  مصر اليوم -

تمنيات بعام هادئ

بقلم - عبد اللطيف المناوي

ودَّعنا عامًا حمل قدرًا كبيرًا من التناقضات والمفاجآت، لا أعتقد أن أيًا من قارئى فنجان المستقبل أو الباحثين فى البلورة المسحورة أو حتى النصابين من الفلكيين كان يتوقعه.
=
لا أستطيع القول إن كان كله خيرًا أو عكس ذلك، وهنا أقصد على المستويين الشخصى أو العام.

بدأنا العام والاحتمالات المنطقية، لا الفلكية، تتوقع أن تمر منطقة الشرق الأوسط بحالة من التجميد النسبى لمشكلاتها وأزماتها. وبدا أن أكثر من قوة إقليمية تتجه لسياسة «زيرو مشاكل»، فرأينا تركيا تتحرك فى اتجاه تخفيف وطأة، أو حل، مشكلاتها وتوتر علاقاتها مع أطراف عدة. أما إيران فقد بدأت تبحث عن رسائل تطمينية تطمئن بها جيرانها، وتحاول معهم البحث عن تواصل مع أوروبا والخليج.

وبدأت إسرائيل سنتها الماضية بأحلام تطوير علاقاتها مع الدول العربية التى لا تجمعها بها علاقات دبلوماسية، أملًا منها فى أن تتحول إلى جزء مقبول من الجسد العربى. فقد طورت علاقاتها بالدول الخليجية جميعها تقريبًا، سواء بعلاقات كاملة أو جزئية، فى الحد الأدنى كان تواصل إسرائيل بدول الخليج فوق مستوى المتوقع إلى درجة أطلق عليها البعض غزلًا سياسيًا مع جميع العرب تقريبًا.

وفى ليبيا، رغم عدم بدء الانتخابات فى نهاية عام 2022، إلا أن ذلك لم يقتل الأمل فى الوصول إلى تهدئة فى الأوضاع الداخلية لإيجاد وسيلة لبدء مرحلة جديدة. وفى السودان، كان الجدل والحراك مستمرين من أجل الوصول إلى طريق يعيد إلى السودان حالة استقرار مستحقة مفقودة منذ عقود.

ومع بداية أسابيع العام الماضى بدأت تسقط آمال الاستقرار والحلول واحدًا تلو الآخر، فاشتعلت المنطقة بالعديد من الأزمات، ورغم عودة العلاقات الإيرانية- السعودية إلا أن عداوة الإيرانيين مع المجتمع الدولى ازدادت فى جوانب أخرى، خصوصًا مع ارتباط اسمها بهجوم حماس الكبير، ومع أزمة باب المندب الأخيرة. تركيا غرقت فى بحر من الأزمات الداخلية، التهبت المنطقة بأزمات اقتصادية نتيجة عدم التعافى الكامل من أزمة كورونا، وكذلك استمرار الحرب الروسية- الأوكرانية، التى صنعت أزمة كبيرة فى توريد الغذاء عبر العالم.

وقد جاء السابع من أكتوبر ليزيد من مآسى العام، فنفضت إسرائيل عباءة الحمل الوديع الراغب فى أن يكون جزءًا فى الوطن العربى، واختفت عبارات الغزل العفيف للدول العربية، وصار العدوان على غزة لا إنسانيًا، بل يذهب بكل أعراف الصداقة أدراج الرياح.

المنطقة التى حاولت أن تصل إلى «زيرو مشاكل»، خلال العام الماضى، صارت البؤرة الأكثر التهابًا فى العالم أجمع مع نهايته، وربما يستمر الاشتعال أيضًا فى العام الذى بدأناه منذ ساعات قليلة. ولكن التمنيات والأحلام والدعوات لن تتوقف فى أن تخف وطأة الاشتعال أو أن تنطفئ جذوتها حتى ننعم بعام هادئ قليلًا عن الأعوام السابقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمنيات بعام هادئ تمنيات بعام هادئ



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon