توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظنون يدفع ثمنها آلاف الضحايا

  مصر اليوم -

ظنون يدفع ثمنها آلاف الضحايا

بقلم - عبد اللطيف المناوي

كما توقعنا منذ بداية الحرب على غزة، فإن الهدف الأول الآن أصبح هو إيقاف النار والقصف المستمر الذى يزداد عنفاً ليلة بعد ليلة على أهلنا فى فلسطين المحتلة، حتى وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 10 آلاف شهيداً مع أعداد مصابين يفوق هذا العدد بنحو عشرة أضعاف.

قد يكون قادة حماس ظنوا أنهم سيصلون إلى هذه النقطة سريعاً. ظنوا بـ«حساباتهم المدروسة» كما قال خالد مشعل بعد أيام من بداية الحرب، إن ما سيحدث بعد 7 أكتوبر سيكون ضربة إسرائيلية قاسية سريعة تستغرق أياماً تُعد على أصابع اليد الواحدة، لكنهم بتلك الحسابات «المدروسة» لم يتوقعوا أن الضربات سوف تستمر لفترة لا نستطيع أن نعدها على أصابع أصلاً.

قد يظن متطرفو الحكم فى إسرائيل- ويقودهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- أنهم سيحسمون المعركة سريعاً وبعد أيام قليلة من بداية الحرب. قد يكونون بتصريحاتهم المتتالية عن إعادة احتلال غزة وحكمها بعد الحرب يظنون أنها لقمة سائغة، وأن دخولها برياً يُشبه نزهة فى حدائق تل أبيب، وأن حماية عمقهم بالدرع الحديدية أمر فى المتناول، لكنهم فوجئوا بمقاومة أكثر شراسة مما ظنوا، لدرجة أن الجيش الإسرائيلى لم يتوقع أن يعلن يومياً عن خسائره، وآخرها لواء فى الجيش!.

لم يتوقع أكثر المتشائمين فى إسرائيل هذه المعنويات المرتفعة من أهل غزة مع كل صاروخ يسقط عليهم، فيكتشفون أنهم بعده أحياء.

قد يظن المجتمع الدولى أن انحيازه إلى إسرائيل هو انتصارٌ للحرب على الإرهاب، لكنه ومع مرور الوقت انقلب على ظنه، فأدرك أن ما تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية هو الإرهاب عينه، بعد أن قتلت أكثر من 4000 طفل، ليصبح تشدقهم بحقوق الأطفال مجرد شعارات لا يستطيعون أن يتقدموا خطوة واحدة فى سبيل تحقيقها.

أتعجب من أنه قبل أى نزاع تكثر الظنون بأن الحرب سهلة، وكأن داء النسيان يصيبهم جميعاً، فلا يدركون أن بعض الظن إثمٌ يدفع ثمنه الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والعجائز.

مع كل نزاعٍ، أتوقع أن العالم الذى بلغ من العقل أشده سينحاز إلى السلم، وإلى حقن الدماء، وإلى حياة الإنسان.. ولكنه - للأسف - ينجرّ للعبة عض الأيادى، التى هى فى حالتنا - فى حرب غزة - متبادلة ومستمرة، ولا يبدو أن هناك أملًا قريباً لإنهائها.

عدد الضحايا الأبرياء مازال مستمراً فى الزيادة، ونتنياهو لا يسمع حتى لأبرز داعميه ومؤيديه.. فى حين ظهر ضعف المؤسسات الدولية، لهذا يظل الرهان على المزيد من ضغط الرأى العام العالمى ضد الوحشية الإسرائيلية، باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيراً لاحتمال أن ينجح هذا الضغط فى دفع الأنظمة الغربية الداعمة لإسرائيل أن تدفع فى اتجاه وقف الحرب، ولكن كل ما أخشاه أن تكون نتائجه ليست قريبة، ونهر الدم يتزايد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظنون يدفع ثمنها آلاف الضحايا ظنون يدفع ثمنها آلاف الضحايا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon