توقيت القاهرة المحلي 12:42:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضاع الحلو وبقي المُر

  مصر اليوم -

ضاع الحلو وبقي المُر

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مشروب الحلومر، هو أحد أهم وأشهر المشروبات بمائدة الإفطار السُّودانية على مر العصور، إلا أن المشروب الرمضانى الأشهر والأحب لدى السودانيين اختفى هذا العام. دمرت الحرب البلد، ومازالت، ومعها تمحو تفاصيل حياة البشر.

للأيام نكهة، وللمناسبات تفاصيل ترتبط بها. هذه أحد مظاهر إنسانية الحياة، وهذه ملامحها ومتعتها أيضًا. وعندما تغيب المظاهر والملامح فإن هذا دلالة على أن الحياة بدأت تفقد قيمتها عند من يعيشونها.

ندخل رمضان وكثير من أشقائنا افتقدوا الإحساس به. اختفت من حياتهم التفاصيل التى ارتبطت بقدوم الشهر الكريم لأن ما يواجهونه أفسد عليهم الحياة وبات التحدى الأكبر البقاء أحياء.

تعددت المجتمعات والشعوب العربية التى استقبلت رمضان وهى تواجه القتل والدماء والفقد والجوع والتشريد والنيران فوق الرؤوس. نيران من أعداء، ونيران ممن يعتبرون أشقاء، أعماهم الجوع والتعطش للسلطة والثروة.

غزة تعانى وتنزف ويموت أطفالها وكبارها جوعًا وقتلًا، يقتلهم ويجوعهم عدو قرر أن يتجاوز فى الانتقام فسكنته شهوة القتل والتدمير ومشاهد التطهير العرقى. بينما قادتهم، أى الفلسطينيين، مازالوا يتباحثون فى تشكيل حكومة تقود ما بعد الخراب.

وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المائة للحرب، أول يوم رمضان، أفادت وزارة الصحة فى القطاع عن 67 قتيلًا و106 جرحى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

لم يهدأ القتال ولا القصف المدفعى والغارات الجوية حتى فى وقت السحور فى قطاع غزة المهدّد بالمجاعة، واستمرت أعداد القتلى فى الارتفاع مع وصول العشرات منهم إلى المستشفيات.

ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، مازالت إسرائيل تتمسك بخطتها لاجتياح مدينة رفح الجنوبية، حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين فى ظروف كارثية.

ما يلى بعض ما نُسب لمسؤولين ومواطنين:

«عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيًا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات»

«لا يوجد أصلًا طعام، فكيف سنفطر فى رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء والأسوأ لا شىء على مائدة السحور أو الفطور فى خيام النازحين المنكوبين».

«رمضان حزين جدًا هذا العام.. لا طعم له. حرب قذرة ودموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب».

والسودان تودع قتلاها على أيدى أبناء جلدتهم، لا يعرفون من أين القتل قادم، لكنهم يعرفون أنه على يد سودانى آخر المفروض أنه شقيق.

كل الأطراف المتصارعة فى السودان تتنافس فى أمرين. الأول التأكيد على رغبتها فى وقف القتال، والثانى الاستمرار فى القتل والقتال. ويدور تبادل الاتهامات بين الطرفين كتبادل القصف بينهما أيضًا. كل العالم يدعو لوقف القتال إلا أبناء البلد، أو بعض منهم، لا يقبلون إلا بالدم فطورًا لهم إن كانوا صائمين.

أسهمت الحرب السودانية فى اختفاء مشروب الحلومر، ولم يبق منه إلا المر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضاع الحلو وبقي المُر ضاع الحلو وبقي المُر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon