توقيت القاهرة المحلي 23:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضاع الحلو وبقي المُر

  مصر اليوم -

ضاع الحلو وبقي المُر

بقلم - عبد اللطيف المناوي

مشروب الحلومر، هو أحد أهم وأشهر المشروبات بمائدة الإفطار السُّودانية على مر العصور، إلا أن المشروب الرمضانى الأشهر والأحب لدى السودانيين اختفى هذا العام. دمرت الحرب البلد، ومازالت، ومعها تمحو تفاصيل حياة البشر.

للأيام نكهة، وللمناسبات تفاصيل ترتبط بها. هذه أحد مظاهر إنسانية الحياة، وهذه ملامحها ومتعتها أيضًا. وعندما تغيب المظاهر والملامح فإن هذا دلالة على أن الحياة بدأت تفقد قيمتها عند من يعيشونها.

ندخل رمضان وكثير من أشقائنا افتقدوا الإحساس به. اختفت من حياتهم التفاصيل التى ارتبطت بقدوم الشهر الكريم لأن ما يواجهونه أفسد عليهم الحياة وبات التحدى الأكبر البقاء أحياء.

تعددت المجتمعات والشعوب العربية التى استقبلت رمضان وهى تواجه القتل والدماء والفقد والجوع والتشريد والنيران فوق الرؤوس. نيران من أعداء، ونيران ممن يعتبرون أشقاء، أعماهم الجوع والتعطش للسلطة والثروة.

غزة تعانى وتنزف ويموت أطفالها وكبارها جوعًا وقتلًا، يقتلهم ويجوعهم عدو قرر أن يتجاوز فى الانتقام فسكنته شهوة القتل والتدمير ومشاهد التطهير العرقى. بينما قادتهم، أى الفلسطينيين، مازالوا يتباحثون فى تشكيل حكومة تقود ما بعد الخراب.

وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المائة للحرب، أول يوم رمضان، أفادت وزارة الصحة فى القطاع عن 67 قتيلًا و106 جرحى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

لم يهدأ القتال ولا القصف المدفعى والغارات الجوية حتى فى وقت السحور فى قطاع غزة المهدّد بالمجاعة، واستمرت أعداد القتلى فى الارتفاع مع وصول العشرات منهم إلى المستشفيات.

ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، مازالت إسرائيل تتمسك بخطتها لاجتياح مدينة رفح الجنوبية، حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين فى ظروف كارثية.

ما يلى بعض ما نُسب لمسؤولين ومواطنين:

«عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيًا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات»

«لا يوجد أصلًا طعام، فكيف سنفطر فى رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء والأسوأ لا شىء على مائدة السحور أو الفطور فى خيام النازحين المنكوبين».

«رمضان حزين جدًا هذا العام.. لا طعم له. حرب قذرة ودموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب».

والسودان تودع قتلاها على أيدى أبناء جلدتهم، لا يعرفون من أين القتل قادم، لكنهم يعرفون أنه على يد سودانى آخر المفروض أنه شقيق.

كل الأطراف المتصارعة فى السودان تتنافس فى أمرين. الأول التأكيد على رغبتها فى وقف القتال، والثانى الاستمرار فى القتل والقتال. ويدور تبادل الاتهامات بين الطرفين كتبادل القصف بينهما أيضًا. كل العالم يدعو لوقف القتال إلا أبناء البلد، أو بعض منهم، لا يقبلون إلا بالدم فطورًا لهم إن كانوا صائمين.

أسهمت الحرب السودانية فى اختفاء مشروب الحلومر، ولم يبق منه إلا المر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضاع الحلو وبقي المُر ضاع الحلو وبقي المُر



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:18 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة
  مصر اليوم - أحمد مجدي يتعاقد على«بنات الباشا» بطولة زينة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon