توقيت القاهرة المحلي 21:49:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحرب التى يجب منعها

  مصر اليوم -

الحرب التى يجب منعها

بقلم:عبد اللطيف المناوي

هل تفتح روسيا شهية دول أخرى لاستعادة ما تعتقد هذه الدول أنها فقدته من سيطرة على أراضٍ وأقاليم على مدار العقود الماضية لأسباب مختلفة؟
ثار هذا السؤال بشدة عندما توترت الأوضاع بين صربيا وكوسوفو خلال الأسبوع الماضى، واشتدت النبرة بين الصين وتايوان، وبدا الأمر وكأن كلًا تراوده نفسه لاستغلال الموقف لإصلاح «أخطاء» أو «هزائم» الماضى.

الحرب الروسية- الأوكرانية لم تؤثر فقط على الأوضاع الاقتصادية والمعادلات السياسية العالمية، بل إنها أخرجت إلى النور إمكانية تكرار هذا السيناريو العسكرى بين الصين وتايوان، أو صربيا وكوسوفو، فى ظل تصاعد التوترات بين هذه الثنائيات.

وأيًا ما كانت سيناريوهات تنفيذ هذه الاحتمالية فالأكيد أن أى حربٍ بين الصين وتايوان سيكون لها تأثير مُدمر على الاقتصاد العالمى، وأن أى تدخل صربى مباشر فى كوسوفو سوف يعنى كثيرًا من الزيت على النيران المشتعلة بالفعل فى أوروبا.

وفى إطار تخيل ما يمكن أن يحدث للعالم إذا ما وقعت حرب صينية- تايوانية، فإننى سأشير هنا إلى ما يمكن أن يدفعه العالم من ثمن اقتصادى.

الإجراء الأول المتوقع سيكون فرض عقوبات اقتصادية على الصين، وستكون واردات بكين من الطاقة أول بنود العقوبات، ولكن العقوبات الاقتصادية هنا ستكون سلاحًا ذا حدين، إذ تسيطر الصين على أكثر من 18% من الناتج المحلى الإجمالى فى العام الماضى، خلف الولايات المتحدة البالغة حصتها 23.8%.

فكيف سيكون الوضع إذا ما تم فرض عقوبات اقتصادية على الصين، وقد شاهدنا ماذا حدث للعالم أجمع جراء العقوبات على روسيا التى تمتلك أكثر من 3% فقط من الناتج المحلى الإجمالى!.

كيف سيكون حال الاقتصاد العالمى إذا ما وقعت عقوبات اقتصادية على الصين التى هى أكبر سوق تصدير لمعظم دول العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، وهى أكبر دائن منفرد فى العالم مع امتلاكها قروضًا مُستحقة على دول أخرى بقيمة 5 تريليونات دولار.

تبعات حرب صينية- تايوانية ستُنذر بكارثة تكنولوجية، إذ ستتوقف تمامًا إمدادات تايوان من الرقائق الإلكترونية، والتى تعد المورد الرئيسى لها فى العالم، حيث تشارك بحصة تصل إلى 90% من إجمالى الطلب العالمى من الرقائق الإلكترونية، والتى تعتبر مُكونًا رئيسيًا لجميع الصناعات الإلكترونية تقريبًا، من التليفونات المحمولة وحتى الطائرات المقاتلة.

وتشير التقديرات إلى أن انقطاع إمدادات الرقائق الإلكترونية التايوانية لمدة عام واحد فقط سيُكلف شركات التكنولوجيا العالمية ما يقرب من 600 مليار دولار!.

على أى حال، وفى إطار كل السيناريوهات، وفى ظل تراجع حاد فى معدلات التجارة والاستثمار فى العالم، الوضع سيكون أسوأ بكثير من المتوقع، ستتفاقم أزمات نقص السلع والتضخم، لما تملكه الصين من هيمنة كبيرة على سلاسل التصنيع والتوريد لمعظم السلع الاستهلاكية فى العالم.

لو وقعت الحرب فهى كارثة، لذلك يجب أن تُمنع هذه الحرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب التى يجب منعها الحرب التى يجب منعها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon