توقيت القاهرة المحلي 12:16:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاقات معقدة

  مصر اليوم -

علاقات معقدة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تتسم بعض العلاقات بين البشر بالتعقيد الشديد، والتى ربما لا تكون نتيجة خلافات فى المواقف، بل فى العقيدة الفكرية التى يؤمن بها كل طرف، ومهما كانت محاولات التقريب، فإنها تنتهى فى أنجح الأحوال إلى جمود، ولكنها فى العادة تفضى إلى صدام، فتستمر العلاقة المعقدة.

هذه هى علاقات البشر، فما بالنا بعلاقات الدول. وهنا أتحدث عن علاقة إيران وإسرائيل التى تتسم بالتعقيد منذ 45 عامًا، وتحديدًا منذ انطلاق الثورة الإيرانية فى 1979، حيث أصبحت طهران وتل أبيب عدوين، رغم أنهما لا يشتركان فى حدود (تبعدان أكثر من 1610 كيلومترات) أو نزاعات إقليمية مباشرة.

الغريب أن العلاقة بين الطرفين ما قبل ثورة الخومينى كانت متباينة، فطهران عارضت تأسيس دولة إسرائيل فى 1948، لكنها اعترفت بها بعد سنتين فقط، وتحديدًا فى عهد الشاه محمد رضا بهلوى، الذى جمعته علاقات وثيقة بأمريكا وبريطانيا، أكبر داعمى إسرائيل تاريخيًا، كما ازدهر التعاون الاقتصادى والسياسى بين البلدين فى ظل أوج الصراع العربى الإسرائيلى خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضى.

لقد كان اندلاع الثورة الإيرانية مفصليًا فى العلاقة، حيث أفضى إلى ظهور نظام فى طهران مناهض بشدة للصهيونية، فقطع العلاقات مع إسرائيل، وحوّل مقر السفارة الإسرائيلية فى طهران إلى منظمة التحرير الفلسطينية، فيما كان الخطاب الدبلوماسى الثورى واضحًا فى عدائه، حيث كان يصف دائمًا تل أبيب باعتبارها الشيطان الأصغر، كما ظلت نبرة «نسف إسرائيل» حاضرة طوال فترة الثمانينيات.

ورغم ما تقوله صحيفة «تليجراف» البريطانية عن صفقة أسلحة أبرمها نظام الخومينى مع إسرائيل أثناء حرب إيران والعراق، ورغم وصف رئيس الوزراء الإسرائيلى المُغتال، إسحاق رابين، إيران، بأنها واحدة من أفضل أصدقاء إسرائيل، إلا أن العداء استمر وتحول فى مطلع الألفية إلى ما سُمى «حروب الوكالة»، والتى من خلالها نمّت إيران بعض الأحزاب والحركات فى الدول العربية وساعدتها فى التمويل والتسليح، ولا يخفى على أحد أن «حزب الله» و«جماعة الحوثى» ومؤخرًا «حركة حماس» هى أذرع إيرانية، تنفذ سياساتها، وتقوم بالمواجهة مع إسرائيل بالنيابة عنها.

فى هذا الوقت، سعت إيران لامتلاك سلاح نووى، مثل إسرائيل التى ضغطت بكل ما تمتلكه من علاقات ومحبة من الولايات المتحدة لمنع طهران من امتلاك النووى، ما أفضى إلى إبرام اتفاق إيرانى أمريكى غربى بشأن البرنامج النووى فى طهران، لتهدئة مخاوف تل أبيب، لكن انسحاب ترامب من الاتفاق أشعل الصراع مجددًا، وجعل إسرائيل تشتبك مع إيران باغتيال كبار المسؤولين الإيرانيين، وخصوصًا رجال الحرس الثورى والعلماء. وأظن أن هجوم 7 أكتوبر الذى شنته حماس كان جزءًا من الرد الإيرانى على سلسلة الاغتيالات تلك، وهو الهجوم الذى تعيش المنطقة فى آثاره حتى اليوم.

ثمة خطر حقيقى يحدق بالمنطقة بسبب هذه العلاقة المعقدة، والتى يمارس فيها الطرفان أفعالًا تتسم دائمًا بسوء التقدير، لنعيش على خلفية ردود مستمرة بين الجانبين، لا نعرف متى ستنتهى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاقات معقدة علاقات معقدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon