توقيت القاهرة المحلي 13:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الورقة الأخيرة

  مصر اليوم -

الورقة الأخيرة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

قد يكون مروان البرغوثى، الأسير الفلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، هو الورقة الأخيرة التى تتمسك بها حماس، وترفضها تل أبيب، لتأسيس وضع جديد فى الأراضى المحتلة، يقوم على الإفراج عن «مروان»، ومن ثم وصوله إلى رأس السلطة الفلسطينية.

ولكن يظل «مروان» فى وجهة نظر كثير من الدوائر الإسرائيلية شخصًا غير مرغوب فيه خارج السجن، هم يعتبرونه العدو الأشرس لهم، لأنه الشخص التنظيمى الوحيد، الذى ينتمى إلى حركة فتح، بهذه العقلية المنظمة من جانب، وهذه القدرة على إيقاظ الشعور الوطنى من جانب آخر، فكانوا قبل القبض عليه يعتبرونه المُحرّض الأول على انتفاضة الأقصى، التى بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا واستمرت فى موجات شديدة من الصعود والهبوط.

«مروان» هو الورقة الأخيرة لدى حماس، فخروجه من السجن بالنسبة لهم مخرج كبير، حينها سيحاولون تقديمه باعتباره أحد انتصارات الحرب الدائرة الآن، غير عابئين بآلاف القتلى من نساء وأطفال وعجائز، وملايين المشردين والنازحين، وبُنى تحتية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تعود إلى سابق عهدها. سيحاولون تقديمه باعتباره البطل الذى نجحوا فى تحريره، وباعتباره إحدى نتائج هجوم السابع من أكتوبر، الذى مازلت مُصرًا على أنه أكثر القرارات غير المدروسة فى تاريخ الحركة، بل فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى كله.

«مروان» هو الورقة الأخيرة أيضًا فى يد إسرائيل، فقد نشرت «فاينانشيال تايمز» مؤخرًا تقريرًا نسبت فيه لمسؤول إسرائيلى، شارك فى القبض على «مروان»، وصفه الأسير الفلسطينى بأنه أهم الأوراق على الإطلاق، وأن إطلاق سراحه سيكون مكلفًا للغاية من الناحية السياسية، حيث يُنظر إليه على أنه «القشة التى قد تقصم ظهر البعير»، فعندما لا توجد خيارات أخرى لدى القيادة الإسرائيلية لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس فإنها ستلجأ له.

ووفقًا لهذا التصريح، فإن إسرائيل ترى الإفراج عن «مروان» ورقة أخيرة لإنقاذ رهائنها، لكنه الورقة الأخيرة التى سيرميها نتنياهو، أو بمعنى أدق، راية استسلامه بعد شهور من الحرب. نعم، نجح خلالها أن يسوى قطاع غزة بالأرض، وأن يجتاحه بشكل كامل، لكنه لم يستطع حتى هذه اللحظة تحرير الرهائن من قبضة حماس.

وكذلك يرى وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف، بن غفير، تلك الصفقة- إن تمت- بأنها صفقة متهورة، حتى لو لم يسمِ «مروان» بالاسم، مؤكدًا أنه لن يسمح هو ولا حلفاؤه فى الحكومة بأن تقوم تل أبيب بالإفراج عن سجناء خاضعين لإجراءات أمنية مشددة، مثل ما يحدث مع «مروان».

ورقة «مروان» التى فى يد هؤلاء ويد هؤلاء تبدو الأخيرة فعلاً، وستختلف الأمور بعدها، إن حدثت. ولا أبالغ فى القول إنها الورقة الأخيرة أيضًا فى يد العرب، خصوصًا الوسطاء، فـ«مروان»- بما رأيناه منه وقت الانتفاضة- شخص مؤثر يُعتمد عليه، سواء فى التفاوض أو فى الحركية المؤسسية. فهل تخرج الورقة الأخيرة إلى النور قريبًا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الورقة الأخيرة الورقة الأخيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته
  مصر اليوم - تامر حسني يحقق حلم محمد رحيم بعد وفاته

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon