توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الورقة الأخيرة

  مصر اليوم -

الورقة الأخيرة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

قد يكون مروان البرغوثى، الأسير الفلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، هو الورقة الأخيرة التى تتمسك بها حماس، وترفضها تل أبيب، لتأسيس وضع جديد فى الأراضى المحتلة، يقوم على الإفراج عن «مروان»، ومن ثم وصوله إلى رأس السلطة الفلسطينية.

ولكن يظل «مروان» فى وجهة نظر كثير من الدوائر الإسرائيلية شخصًا غير مرغوب فيه خارج السجن، هم يعتبرونه العدو الأشرس لهم، لأنه الشخص التنظيمى الوحيد، الذى ينتمى إلى حركة فتح، بهذه العقلية المنظمة من جانب، وهذه القدرة على إيقاظ الشعور الوطنى من جانب آخر، فكانوا قبل القبض عليه يعتبرونه المُحرّض الأول على انتفاضة الأقصى، التى بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا واستمرت فى موجات شديدة من الصعود والهبوط.

«مروان» هو الورقة الأخيرة لدى حماس، فخروجه من السجن بالنسبة لهم مخرج كبير، حينها سيحاولون تقديمه باعتباره أحد انتصارات الحرب الدائرة الآن، غير عابئين بآلاف القتلى من نساء وأطفال وعجائز، وملايين المشردين والنازحين، وبُنى تحتية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تعود إلى سابق عهدها. سيحاولون تقديمه باعتباره البطل الذى نجحوا فى تحريره، وباعتباره إحدى نتائج هجوم السابع من أكتوبر، الذى مازلت مُصرًا على أنه أكثر القرارات غير المدروسة فى تاريخ الحركة، بل فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى كله.

«مروان» هو الورقة الأخيرة أيضًا فى يد إسرائيل، فقد نشرت «فاينانشيال تايمز» مؤخرًا تقريرًا نسبت فيه لمسؤول إسرائيلى، شارك فى القبض على «مروان»، وصفه الأسير الفلسطينى بأنه أهم الأوراق على الإطلاق، وأن إطلاق سراحه سيكون مكلفًا للغاية من الناحية السياسية، حيث يُنظر إليه على أنه «القشة التى قد تقصم ظهر البعير»، فعندما لا توجد خيارات أخرى لدى القيادة الإسرائيلية لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس فإنها ستلجأ له.

ووفقًا لهذا التصريح، فإن إسرائيل ترى الإفراج عن «مروان» ورقة أخيرة لإنقاذ رهائنها، لكنه الورقة الأخيرة التى سيرميها نتنياهو، أو بمعنى أدق، راية استسلامه بعد شهور من الحرب. نعم، نجح خلالها أن يسوى قطاع غزة بالأرض، وأن يجتاحه بشكل كامل، لكنه لم يستطع حتى هذه اللحظة تحرير الرهائن من قبضة حماس.

وكذلك يرى وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف، بن غفير، تلك الصفقة- إن تمت- بأنها صفقة متهورة، حتى لو لم يسمِ «مروان» بالاسم، مؤكدًا أنه لن يسمح هو ولا حلفاؤه فى الحكومة بأن تقوم تل أبيب بالإفراج عن سجناء خاضعين لإجراءات أمنية مشددة، مثل ما يحدث مع «مروان».

ورقة «مروان» التى فى يد هؤلاء ويد هؤلاء تبدو الأخيرة فعلاً، وستختلف الأمور بعدها، إن حدثت. ولا أبالغ فى القول إنها الورقة الأخيرة أيضًا فى يد العرب، خصوصًا الوسطاء، فـ«مروان»- بما رأيناه منه وقت الانتفاضة- شخص مؤثر يُعتمد عليه، سواء فى التفاوض أو فى الحركية المؤسسية. فهل تخرج الورقة الأخيرة إلى النور قريبًا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الورقة الأخيرة الورقة الأخيرة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon