توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الورقة الأخيرة

  مصر اليوم -

الورقة الأخيرة

بقلم - عبد اللطيف المناوي

قد يكون مروان البرغوثى، الأسير الفلسطينى فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، هو الورقة الأخيرة التى تتمسك بها حماس، وترفضها تل أبيب، لتأسيس وضع جديد فى الأراضى المحتلة، يقوم على الإفراج عن «مروان»، ومن ثم وصوله إلى رأس السلطة الفلسطينية.

ولكن يظل «مروان» فى وجهة نظر كثير من الدوائر الإسرائيلية شخصًا غير مرغوب فيه خارج السجن، هم يعتبرونه العدو الأشرس لهم، لأنه الشخص التنظيمى الوحيد، الذى ينتمى إلى حركة فتح، بهذه العقلية المنظمة من جانب، وهذه القدرة على إيقاظ الشعور الوطنى من جانب آخر، فكانوا قبل القبض عليه يعتبرونه المُحرّض الأول على انتفاضة الأقصى، التى بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا واستمرت فى موجات شديدة من الصعود والهبوط.

«مروان» هو الورقة الأخيرة لدى حماس، فخروجه من السجن بالنسبة لهم مخرج كبير، حينها سيحاولون تقديمه باعتباره أحد انتصارات الحرب الدائرة الآن، غير عابئين بآلاف القتلى من نساء وأطفال وعجائز، وملايين المشردين والنازحين، وبُنى تحتية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تعود إلى سابق عهدها. سيحاولون تقديمه باعتباره البطل الذى نجحوا فى تحريره، وباعتباره إحدى نتائج هجوم السابع من أكتوبر، الذى مازلت مُصرًا على أنه أكثر القرارات غير المدروسة فى تاريخ الحركة، بل فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى كله.

«مروان» هو الورقة الأخيرة أيضًا فى يد إسرائيل، فقد نشرت «فاينانشيال تايمز» مؤخرًا تقريرًا نسبت فيه لمسؤول إسرائيلى، شارك فى القبض على «مروان»، وصفه الأسير الفلسطينى بأنه أهم الأوراق على الإطلاق، وأن إطلاق سراحه سيكون مكلفًا للغاية من الناحية السياسية، حيث يُنظر إليه على أنه «القشة التى قد تقصم ظهر البعير»، فعندما لا توجد خيارات أخرى لدى القيادة الإسرائيلية لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس فإنها ستلجأ له.

ووفقًا لهذا التصريح، فإن إسرائيل ترى الإفراج عن «مروان» ورقة أخيرة لإنقاذ رهائنها، لكنه الورقة الأخيرة التى سيرميها نتنياهو، أو بمعنى أدق، راية استسلامه بعد شهور من الحرب. نعم، نجح خلالها أن يسوى قطاع غزة بالأرض، وأن يجتاحه بشكل كامل، لكنه لم يستطع حتى هذه اللحظة تحرير الرهائن من قبضة حماس.

وكذلك يرى وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف، بن غفير، تلك الصفقة- إن تمت- بأنها صفقة متهورة، حتى لو لم يسمِ «مروان» بالاسم، مؤكدًا أنه لن يسمح هو ولا حلفاؤه فى الحكومة بأن تقوم تل أبيب بالإفراج عن سجناء خاضعين لإجراءات أمنية مشددة، مثل ما يحدث مع «مروان».

ورقة «مروان» التى فى يد هؤلاء ويد هؤلاء تبدو الأخيرة فعلاً، وستختلف الأمور بعدها، إن حدثت. ولا أبالغ فى القول إنها الورقة الأخيرة أيضًا فى يد العرب، خصوصًا الوسطاء، فـ«مروان»- بما رأيناه منه وقت الانتفاضة- شخص مؤثر يُعتمد عليه، سواء فى التفاوض أو فى الحركية المؤسسية. فهل تخرج الورقة الأخيرة إلى النور قريبًا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الورقة الأخيرة الورقة الأخيرة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon