بقلم - عبد اللطيف المناوي
تحدثت منذ أسبوع عن موضوع التلوث وجودة الهواء. هناك بعض الموضوعات التى أتناولها من باب أهميتها حتى لو لم تكن «ترند». أعتقد أن وظيفتنا أن نتحدث عن المهم وليس ما يلهث وراءه الجموع، خاصة فى هذه المرحلة. موضوع تلوث وجودة الهواء هو من بين هذه الموضوعات التى لم أتوقع لها تجاوبا مع القراء. ولكن لم يكن توقعى صحيحا هذه المرة. يبدو أن هناك بيننا من لايزال يهتم بالمستقبل.
وصلتنى رسالة عبر البريد الإلكترونى موقعة باسم دكتور مهندس إيهاب سمير. أبدى فيها اهتمامه بالموضوع وأضاف بعدا مهما نعيشه فى كل مصر تقريبا دون أن ندرك خطورته.
يقول دكتور إيهاب فى رسالته «موضوع التلوث وجودة الهواء هو بالفعل موضوع هام جدا ويستحق الاهتمام الشديد، وأتفق معك فى كل ما ذكرته وطالبت به. واسمح لى بأن أضيف نوعا آخر من التلوث لا يلقى الكثير من الاهتمام وهو التلوث السمعى الناتج عن الضوضاء. يتحدث تقرير الأمم المتحدة عن تلوث مدن العالم بالضوضاء ويضع القاهرة فى مدن المقدمة من حيث أعلى نسب الضوضاء. ويتحدث التقرير عن بحثين عن سكان تورنتو كندا استمرا 15 عاما أثبتا وجود علاقة طردية بين الضوضاء ومرض السكر، حيث يقر بزيادة المرضى 8% نتيجة الضوضاء وأيضا مرض الضغط بنسبة 2%. وهذا يؤكد الحاجة لإجراء العديد من البحوث فى مصر حول التأثير السلبى لها صحيا واقتصاديا واجتماعيا بالإضافة للتأثير الخطير على العملية التعليمية.
يوجد بحث مصرى أوروبى يتحدث عن علاقة الضوضاء داخل الفصول والفصول المجاورة والشوارع المحيطة بالمدارس، وإصابة المعلمين بأمراض متعلقة بالأحبال الصوتية. من ضمن العديد من البحوث يوجد بحث إيطالى يربط بين ضعف استيعاب الرياضيات وارتفاع الضوضاء. لكن ماذا عن السياحة وهل يمكن للسائح التجول فى شوارع القاهرة الخديوية مثلا وسط هذا الكم من الضوضاء. الملفت فى الأمر هو عدم وجود صوت مسموع إعلاميا للجمعيات الطبية والمتخصصة للتوعية من خطورة العواقب الوخيمة للضوضاء، ولا يوجد مثلا أى توعية إعلامية بخطورة التلوث الذى تعتبره منظمات الأمم المتحدة أحد أسباب انخفاض جودة المعيشة.
هناك حاجة لجهد حكومى وتشريعى وإعلامى ومجتمعى من أجل مواجهة تلك المعضلة التى تكلف مصر خسائر اقتصادية كبيرة ومعالجة علمية تنفيذية لكبح وتقليل الضوضاء».
انتهت الرسالة التى احتوت إنذارًا واضحًا جديرًا بالاعتبار من قبل كل الأطراف المعنية. أما الدراستان اللتان أرفقهما دكتور إيهاب فى رسالته سأتناول مضمونهما قريبا لأهمية المطروح من حقائق وأفكار.
بينما أكتب لاحظت الضجيج الكبير فى ميدان التحرير الذى أطل عليه ولم أتصور أنه قد يكون احد أسباب ارتفاع ضغط الدم!.