توقيت القاهرة المحلي 18:22:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إيه سر السعادة؟»

  مصر اليوم -

«إيه سر السعادة»

بقلم:عبد اللطيف المناوي

«السعادة» كلمة تشغل بال الإنسان منذ أن بسط سطوته على الأرض، شغلت بال فلاسفة اليونان، الذين اعتقد البعض منهم أنها غاية أخلاقية للحياة، إذ يؤكد أفلاطون مثلًا فى «الجمهورية الفاضلة» أن الأخلاقيين وحدهم هم مَن يكونون سعداء بحق.وقد بلغت درجة تقديس القدماء المصريين للسعادة أن جعلوا للنكتة إلهًا، وزوجوها لإله الحكمة، كما ناقش المفهوم كذلك «إخوان الصفا» فى أسفارهم، وهى عند ابن سينا غاية البشر، ورادَف مصطلح السعادة مصطلح «الحظ» فى الكثير من اللغات الأوروبية.

المفهوم ذاته ناقشته الفنون والآداب، ودخلت كلمة «السعادة» فى الكثير من الأغنيات المصرية القديمة، ومنها المونولوج البديع «صاحب السعادة»، الذى كتبه أبوالسعود الإبيارى وغناه إسماعيل يس، والذى يسأل فيه عن مفهوم السعادة، باعتبار إن «كلنا عايزين سعادة.. بس إيه هى السعادة؟». وأجاب الإبيارى فى المونولوج: «ناس قالوا لى إن السعادة للنفوس.. حاجة سموها الجنيه»، أى أن السعادة فى المال، وأضاف فى مكان آخر بالمونولوج: «ناس قالوا لى إن السعادة فى الغرام»، أى فى الحب.

المال أم الحب أم الأخلاق أم الحظ؟. كل هذه اجتهادات لأفكار وفلسفات حاولت أن تصل إلى مفهوم «السعادة»، وهو مفهوم يستحق البحث، خصوصًا أن الإنسان يلجأ إلى السعادة لاستعادة اتزانه فى أوقات المحن والأزمات. والمصريون ليسوا بعيدين عن هذا الأمر، فقد استخدم المصريون منذ القدم سلاح الضحكة والنكتة فى مواجهة كل الصعوبات الحياتية، خاصة الاقتصادية والسياسية.

يُقال إن المصريين القدماء اعتقدوا أن العالم خُلق من الضحك، فحين أراد الإله الأكبر أن يخلق الدنيا أطلق ضحكة قوية فظهرت السماوات السبع، وضحكة أخرى فكان النور، والثالثة أوجدت الماء، إلى أن وصلنا إلى الأخيرة خلق الروح، وظهرت فى البرديات رسوم كاريكاتورية وعلى قطع الفخار أيضًا تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية احتفظت بها متاحف العالم، واستخدم المصرى القديم الحيوانات للسخرية من خصومه السياسيين، فهناك صورة فيها فئران تهاجم قاعة للقطط، والفئران تمتطى العجلة الحربية، وتمسك الحِراب والدروع حاملة السهام والأقواس، أما القطط فترفع أيديها مستسلمة. وقصد المصريون القدماء أن يمثلوا الهكسوس بالفئران هم وغيرهم من الغزاة، أما القطط فترمز إلى حضارة شعب مصر.

كثيرة هى الأزمات التى مرت على المصريين، وكثيرة هى لحظات السعادة التى عاشوها، سواء كانت شخصية تدور فى فلك المنزل الواحد أو الغرفة الواحدة، أو كانت عامة جماعية فى المجتمع كله، وأتمنى أن تزداد تلك اللحظات، وأن يستمر المصريون فى محاولة البحث عن سعادتهم، ولو بمحاولات صغيرة فى أشياء تبدو بسيطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إيه سر السعادة» «إيه سر السعادة»



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon