توقيت القاهرة المحلي 20:35:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إيه سر السعادة؟»

  مصر اليوم -

«إيه سر السعادة»

بقلم:عبد اللطيف المناوي

«السعادة» كلمة تشغل بال الإنسان منذ أن بسط سطوته على الأرض، شغلت بال فلاسفة اليونان، الذين اعتقد البعض منهم أنها غاية أخلاقية للحياة، إذ يؤكد أفلاطون مثلًا فى «الجمهورية الفاضلة» أن الأخلاقيين وحدهم هم مَن يكونون سعداء بحق.وقد بلغت درجة تقديس القدماء المصريين للسعادة أن جعلوا للنكتة إلهًا، وزوجوها لإله الحكمة، كما ناقش المفهوم كذلك «إخوان الصفا» فى أسفارهم، وهى عند ابن سينا غاية البشر، ورادَف مصطلح السعادة مصطلح «الحظ» فى الكثير من اللغات الأوروبية.

المفهوم ذاته ناقشته الفنون والآداب، ودخلت كلمة «السعادة» فى الكثير من الأغنيات المصرية القديمة، ومنها المونولوج البديع «صاحب السعادة»، الذى كتبه أبوالسعود الإبيارى وغناه إسماعيل يس، والذى يسأل فيه عن مفهوم السعادة، باعتبار إن «كلنا عايزين سعادة.. بس إيه هى السعادة؟». وأجاب الإبيارى فى المونولوج: «ناس قالوا لى إن السعادة للنفوس.. حاجة سموها الجنيه»، أى أن السعادة فى المال، وأضاف فى مكان آخر بالمونولوج: «ناس قالوا لى إن السعادة فى الغرام»، أى فى الحب.

المال أم الحب أم الأخلاق أم الحظ؟. كل هذه اجتهادات لأفكار وفلسفات حاولت أن تصل إلى مفهوم «السعادة»، وهو مفهوم يستحق البحث، خصوصًا أن الإنسان يلجأ إلى السعادة لاستعادة اتزانه فى أوقات المحن والأزمات. والمصريون ليسوا بعيدين عن هذا الأمر، فقد استخدم المصريون منذ القدم سلاح الضحكة والنكتة فى مواجهة كل الصعوبات الحياتية، خاصة الاقتصادية والسياسية.

يُقال إن المصريين القدماء اعتقدوا أن العالم خُلق من الضحك، فحين أراد الإله الأكبر أن يخلق الدنيا أطلق ضحكة قوية فظهرت السماوات السبع، وضحكة أخرى فكان النور، والثالثة أوجدت الماء، إلى أن وصلنا إلى الأخيرة خلق الروح، وظهرت فى البرديات رسوم كاريكاتورية وعلى قطع الفخار أيضًا تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية احتفظت بها متاحف العالم، واستخدم المصرى القديم الحيوانات للسخرية من خصومه السياسيين، فهناك صورة فيها فئران تهاجم قاعة للقطط، والفئران تمتطى العجلة الحربية، وتمسك الحِراب والدروع حاملة السهام والأقواس، أما القطط فترفع أيديها مستسلمة. وقصد المصريون القدماء أن يمثلوا الهكسوس بالفئران هم وغيرهم من الغزاة، أما القطط فترمز إلى حضارة شعب مصر.

كثيرة هى الأزمات التى مرت على المصريين، وكثيرة هى لحظات السعادة التى عاشوها، سواء كانت شخصية تدور فى فلك المنزل الواحد أو الغرفة الواحدة، أو كانت عامة جماعية فى المجتمع كله، وأتمنى أن تزداد تلك اللحظات، وأن يستمر المصريون فى محاولة البحث عن سعادتهم، ولو بمحاولات صغيرة فى أشياء تبدو بسيطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إيه سر السعادة» «إيه سر السعادة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon