توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطيخة الفلSطينية

  مصر اليوم -

البطيخة الفلsطينية

بقلم - عبد اللطيف المناوي

من أخطر الأمور التي لاحظناها في حرب غزة هي تلك المتعلقة بنقل الأحداث من داخل القطاع على منصات التواصل الاجتماعى، أو حتى الكتابة عن الحرب، فأطل علينا موقع «فيس بوك» بخوارزمياته المُحدَّثة ليحاصر كل المحتوى الخاص بانتقاد المجازر الإسرائيلية، وعرض الفيديوهات التي تبثها حركة حماس من استهداف قوات الاحتلال أو رشقات الصواريخ، التي يطلقونها على المدن الإسرائيلية المتاخمة للقطاع،

حتى صار مجرد ذكر اسم فلسطين أو إسرائيل أو غزة محفزًا لإدارة الموقع وغيره من مواقع السوشيال ميديا كفيلًا لإطلاق تحذيراتها لحجب المحتوى وتقييد وصوله، أو حجبه مباشرة، وقد تصل العقوبة من تلك المواقع إلى الحرمان من الكتابة لفترة.

ولهذا يتحايل الكثيرون على المسألة الخوارزمية تلك باستبدال حرف السين العربى الموجود في فلسطين وإسرائيل بالـ«S»، وكذلك مع حرف الزاى في غزة، وتحويله إلى الحرف الإنجليزى «Z».

ولم تقتصر حيلة الرموز على الحروف فقط، بل أيضًا على ما هو أكبر، فعَلَم فلسطين هو الآخر ممنوع من النشر على تلك الوسائل، كما أنه ممنوع من الرفع في التظاهرات، لذا يستبدله المدونون والمتضامنون بشرائح البطيخ، ذات الألوان الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، وهى نفسها ألوان مكونات «البطيخ»، الذي بات رمزًا لفلسطين الآن، ويمكن رؤيته في عدد لا يُحصى من منشورات وسائل التواصل الاجتماعى، بل في أنحاء العالم كله وأثناء المسيرات المؤيدة للفلسطينيين، والرافضة للعدوان.

رمزية التشابه بين ألوان مكونات البطيخ (القشرة الخضراء والداخل الأحمر والبذور السمراء والبيضاء) وألوان العَلَم الفلسطينى قديمة، وليست وليدة عدوان إسرائيل الأخير، فبعد حرب 1967، سيطرت إسرائيل على غزة والضفة الغربية، وحظرت حمل الرموز الوطنية مثل العَلَم الفلسطينى في جميع أنحاء الأراضى المحتلة، وبما أن حمل العَلَم أصبح جريمة، بدأ الفلسطينيون برفع شرائح البطيخ بدلًا من العَلَم.

وفى عام 2007 رسم الفنان الفلسطينى خالد حورانى لوحة لكتاب «الأطلس الذاتى لفلسطين»، وكانت اللوحة عبارة عن شريحة بطيخة حمراء، وسافرت تلك اللوحة، التي تحمل عنوان «قصة البطيخ»، حول العالم كله.

وقبل حوالى سنة واحدة، رفع الفلسطينيون مرة أخرى البطيخ في وجه فرمان وزير الأمن القومى الإسرائيلى، إيتمار بن غفير، بإزالة الأعلام الفلسطينية من الأماكن العامة، ووصف التلويح به بأنه «دعم للإرهاب». في عالم افتراضى وحقيقى يُمنع فيه رفع العَلَم الفلسطينى، انتشرت رسوم البطيخ في كل أنحاء العالم، حتى إن الفنانة الكوميدية البريطانية المسلمة، شوميرون نيسا، قامت بإنشاء فلاتر للبطيخ على «تيك توك»، وشجعت متابعيها على إنتاج مقاطع فيديو باستخدامها، وتعهدت بتقديم جميع العائدات للجمعيات الخيرية التي تدعم غزة.

في هذا العالم ذى الخوارزميات، والذى يحظر مجرد التعبير عن الرأى، هناك ألف طريقة للوصول إلى ما نريد، فقط نفتش عن الرموز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطيخة الفلsطينية البطيخة الفلsطينية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon