بقلم - عبد اللطيف المناوي
كما ذكرت، أمس، فإن الملاحظات الأساسية هي، بدون ترتيب أهمية، غياب التنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة، ومحاولة إلقاء سبب أي خلل على أي طرف آخر، وغياب أي مظاهر للترحيب أو الارتياح من قِبَل العاملين بتلك الأجهزة، بل ملامح الغضب وقصر النفَس وحالة من التعالى المَلُول الساخط موجهة ضد كل مَن راودته نفسه وأتى إلى الأهرامات.
العديد من الاقتراحات والأفكار تم وضعها ونشرها ومناقشتها على مستويات متعددة، من أبسط المستويات إلى أرفعها، لكن المشكلة أنه لا تتم معالجة الوضع القائم. دائمًا يتم التأكيد على أهمية وضع حلول جذرية للمشاكل التي يعانى منها السائحون بمنطقة الأهرامات، التي تحظى «بإقبال سياحى يومى شديد»، على حد تعبير أحد التقارير الرسمية. من بين ما طُرح من مقترحات كان ضرورة تقنين أوضاع سائقى الدواب والخيّالة والجمّالة وتحديد مكان خاص بهم، وكذا توسعة المدخل الخاص بالدخول لمنطقة الأهرامات، بالإضافة إلى ضرورة توافر زى موحد لهم «يونيفورم» بسبب تعرض السائحين لمضايقات مستمرة منهم، أيضًا زيادة عدد منافذ بيع التذاكر عند مدخل الهرم، واستخدام وسائل إلكترونية تسهيلًا للأجانب في دفع تذاكر الدخول.
هذه الطلبات تُعتبر أولوية قصوى لحل المشاكل، التي يعانى منها السائحون أثناء زيارة منطقة الأهرامات ورفع كفاءة خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة.
كما قالت وزارة السياحة والآثار إنها وضعت تطوير منطقة أهرامات الجيزة وتحسين الخدمة المقدمة للزائرين على رأس أولوياتها خلال الفترة القادمة، وإن الانتهاء من تطوير هذه المنطقة أصبح أهم التحديات والشغل الشاغل خلال الفترة القادمة لكى تتناسب مع قيمة ومقومات الحضارة المصرية، وأيضًا لكى تسهم في جذب المزيد من السائحين، وتحقيق المردود السريع لمستهدف الدولة بالوصول إلى 30 مليون سائح سنويًّا.. كانت وزارة السياحة قد وعدت أن الفترة القليلة القادمة ستشهد القضاء على المشاكل والمعوقات، التي تواجه السائحين الزائرين لهذه المنطقة المهمة، التي مازالت هي الحلم الأكبر لملايين السائحين حول العالم، ولكن ما يمكننى قوله بنفس راضية إن هذا لم يحدث حتى الآن. هناك العديد من المسؤولين والكُتّاب، الذين يرون ضرورة زيادة العمل على رفع الوعى السياحى والأثرى لدى مختلف طوائف الشعب المصرى، والاهتمام بملف التدريب بالقطاع ورفع كفاءة العنصر البشرى، والاهتمام بتنفيذ المزيد من الحملات التوعوية للمواطنين على كيفية التعامل مع الزائرين. أتفق تمامًا مع ذلك، ولكن قبل كل هذا، لابد من وقف ذلك التخريب، الذي يستهدف صناعة السياحة، التي هي عمود رئيسى للخروج من الأزمة الاقتصادية والبناء لمستقبل التطور الاقتصادى لنا.