توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيون على رفح

  مصر اليوم -

العيون على رفح

بقلم - عبد اللطيف المناوي

شنت إسرائيل بالفعل غارات جوية على مدينة رفح، الواقعة فى أقصى جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر، ما أسفر عن مقتل 44 فلسطينيًّا على الأقل، وذلك بعد يومين فقط على أوامر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لجيش الاحتلال بالتخطيط لإجلاء الفلسطينيين من المدينة، حيث يقيم بها حاليًا أكثر من مليون فلسطينى نازح!.

الجميع يحذرون من حدوث كارثة إنسانية جديدة، إذا نفذت إسرائيل مخططها تجاه رفح، وقد نشرت وول ستريت جورنال ووسائل إعلام عبرية خبرًا مفاده أن مصر هددت تل أبيب بتعليق معاهدة السلام بين البلدين، إذا دخلت القوات الإسرائيلية رفح، أو إذا أُجبر أى من لاجئى غزة المقيمين فى رفح على الدخول إلى سيناء.

وزير الخارجية، سامح شكرى، حذر من الكارثة، ومستشار الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى، حذر هو الآخر من أن عملية عسكرية فى رفح فى الظروف الحالية قد تتسبب فى كارثة، ولكن نتنياهو لا يسمع أحدًا، ولا يرى إلا ما فى رأسه فقط، ولا يتكلم إلا بلغة الوعيد والحرب.

لا يستطيع أى مسؤول عاقل فى الدنيا أن يوافق ويدعم ما تخطط له إسرائيل فى الأيام المقبلة فى رفح، خصوصًا أن أعداد الضحايا ارتفعت بالأمس إلى حوالى ٢٨ ألف شهيد فلسطينى، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى متلهف للمزيد من الدماء، وعملية الهجوم على رفح إن تمت، فإنها سوف تضاعف هذا العدد، بل ستؤدى إلى تفجير الأوضاع، ربما فى المنطقة بأكملها.

فى الواقع، هذا الغرور الإسرائيلى، والإقدام غير المبرر على اجتياح رفح، والرغبة فى سفك المزيد من دماء الأبرياء، لا أستطيع أن أفصله عن الدعم الغربى لتل أبيب فى بداية الحرب، والكروت الخضراء التى أعطاها رؤساء أهم دول فى العالم لآلة الحرب الإسرائيلية من أجل المزيد من القتل، حتى وإن كان السبب حسابات حماس الخاطئة.

وحتى عندما رأى الغرب الوضع الكارثى فى غزة، اكتفوا بتصريحات لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، ولم يتخذ أى إجراءات من شأنها منع حدوث الاجتياح أو إثناء نتنياهو عن مخططه، الذى يبدو أنه يبنى مستقبله السياسى عليه، وخبر المشادة بينه وبين رئيس الأركان فى جيش الاحتلال، هرتسى هاليفى، خير دليل، فنتنياهو اعترض على ما يخطط له الجيش من سحب قوات الاحتياط، بينما يصر هاليفى على أن الخطة متوافق عليها فى الحكومة، ربما يحاول نتنياهو أن يُظهر للجمهور الإسرائيلى أنه يطالب الجيش ويصر على تحقيق الانتصار الكامل باجتياح رفح، لكن المشكلة ليست عنده، وإنما فى الجيش!.

إن شن هجوم على رفح المكتظة بالنازحين قد يؤدى إلى ارتكاب مجازر كبيرة، فى الوقت الذى يتحدث فيه الجيش الإسرائيلى عن فتح ممرات آمنة لعبور السكان والنازحين من رفح إلى خان يونس، فى الوقت الذى يطرد فيه سكان خان يونس نحو رفح، والله أعلم ما سيحدث بعد ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيون على رفح العيون على رفح



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح

GMT 03:08 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد عبد الحفيظ يُعلن عن صفقات الأهلي الجديدة خلال أيام

GMT 04:18 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تامر حسني يُرزق بطفله الثالث ويكشف عن اسمه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon