توقيت القاهرة المحلي 04:31:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيون على رفح

  مصر اليوم -

العيون على رفح

بقلم - عبد اللطيف المناوي

شنت إسرائيل بالفعل غارات جوية على مدينة رفح، الواقعة فى أقصى جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر، ما أسفر عن مقتل 44 فلسطينيًّا على الأقل، وذلك بعد يومين فقط على أوامر رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، لجيش الاحتلال بالتخطيط لإجلاء الفلسطينيين من المدينة، حيث يقيم بها حاليًا أكثر من مليون فلسطينى نازح!.

الجميع يحذرون من حدوث كارثة إنسانية جديدة، إذا نفذت إسرائيل مخططها تجاه رفح، وقد نشرت وول ستريت جورنال ووسائل إعلام عبرية خبرًا مفاده أن مصر هددت تل أبيب بتعليق معاهدة السلام بين البلدين، إذا دخلت القوات الإسرائيلية رفح، أو إذا أُجبر أى من لاجئى غزة المقيمين فى رفح على الدخول إلى سيناء.

وزير الخارجية، سامح شكرى، حذر من الكارثة، ومستشار الأمن القومى الأمريكى، جون كيربى، حذر هو الآخر من أن عملية عسكرية فى رفح فى الظروف الحالية قد تتسبب فى كارثة، ولكن نتنياهو لا يسمع أحدًا، ولا يرى إلا ما فى رأسه فقط، ولا يتكلم إلا بلغة الوعيد والحرب.

لا يستطيع أى مسؤول عاقل فى الدنيا أن يوافق ويدعم ما تخطط له إسرائيل فى الأيام المقبلة فى رفح، خصوصًا أن أعداد الضحايا ارتفعت بالأمس إلى حوالى ٢٨ ألف شهيد فلسطينى، ولكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى متلهف للمزيد من الدماء، وعملية الهجوم على رفح إن تمت، فإنها سوف تضاعف هذا العدد، بل ستؤدى إلى تفجير الأوضاع، ربما فى المنطقة بأكملها.

فى الواقع، هذا الغرور الإسرائيلى، والإقدام غير المبرر على اجتياح رفح، والرغبة فى سفك المزيد من دماء الأبرياء، لا أستطيع أن أفصله عن الدعم الغربى لتل أبيب فى بداية الحرب، والكروت الخضراء التى أعطاها رؤساء أهم دول فى العالم لآلة الحرب الإسرائيلية من أجل المزيد من القتل، حتى وإن كان السبب حسابات حماس الخاطئة.

وحتى عندما رأى الغرب الوضع الكارثى فى غزة، اكتفوا بتصريحات لا تُسمن ولا تُغنى من جوع، ولم يتخذ أى إجراءات من شأنها منع حدوث الاجتياح أو إثناء نتنياهو عن مخططه، الذى يبدو أنه يبنى مستقبله السياسى عليه، وخبر المشادة بينه وبين رئيس الأركان فى جيش الاحتلال، هرتسى هاليفى، خير دليل، فنتنياهو اعترض على ما يخطط له الجيش من سحب قوات الاحتياط، بينما يصر هاليفى على أن الخطة متوافق عليها فى الحكومة، ربما يحاول نتنياهو أن يُظهر للجمهور الإسرائيلى أنه يطالب الجيش ويصر على تحقيق الانتصار الكامل باجتياح رفح، لكن المشكلة ليست عنده، وإنما فى الجيش!.

إن شن هجوم على رفح المكتظة بالنازحين قد يؤدى إلى ارتكاب مجازر كبيرة، فى الوقت الذى يتحدث فيه الجيش الإسرائيلى عن فتح ممرات آمنة لعبور السكان والنازحين من رفح إلى خان يونس، فى الوقت الذى يطرد فيه سكان خان يونس نحو رفح، والله أعلم ما سيحدث بعد ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيون على رفح العيون على رفح



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي
  مصر اليوم - الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 22:31 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد
  مصر اليوم - ليلى علوي تشارك بـ 4 أفلام في صالات السينما خلال عام واحد

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 11:37 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 12:43 2021 السبت ,24 إبريل / نيسان

تيليجرام يساعد الهاكرز على اختراق هاتفك

GMT 10:52 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

الخطيب يطمئن على بعثة الأهلي في تنزانيا

GMT 11:56 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

حسام حسن يقترب من الأهلي أو الزمالك

GMT 18:58 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

نادي بوردو يفوز على أنجيه 2-1 في الدوري الفرنسي

GMT 16:13 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تحليل رابيد تيسيت للاعبي سيراميكا قبل مواجهة الأهلي

GMT 02:58 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يتوج بجائزة جديدة في الدوري الإيطالي

GMT 05:08 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"صحة البرلمان" تُعلن أن السيسي وضع استراتيجية مواجهة "كورونا"

GMT 12:40 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحرك لضم أوزان كاباك لتعويض غياب فان دايك

GMT 12:37 2020 الأحد ,25 تشرين الأول / أكتوبر

موعد مباراة أرسنال ضد ليستر سيتي والقناة الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon