توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر (أفغنة) سوريا (2)

  مصر اليوم -

مخاطر أفغنة سوريا 2

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أمس تحدثنا عن خريطة أهم وأخطر الميليشيات الموجودة فى سوريا. هذه الميليشيات الآن، أو على الأقل الأكثر شهرة منها، هيئة تحرير الشام، تستخدم لغة مختلفة، إذ يحاول قادتها، وفى مقدمتهم الجولانى إرسال خطابات طمأنة أرى أنها ليست مستندة لاعتبارات ووقائع متماسكة، بسبب الحقائق والخلفيات الفكرية التى لا يمكن إغفالها.

هذه الفصائل لم تتوحد خلال الفترة الماضية إلا من أجل هدف إسقاط النظام السورى، وقبل ذلك كان بينها صراعات وخلافات واقتتال، وهناك بناء على ذلك تخوف من أن تعود للاقتتال والتصارع بعد إسقاط النظام سعيًا للهيمنة وكسب أكبر جزء من الكعكة.

وحتى يحدث ذلك أو لا يحدث فإن حكام سوريا الجدد بالتأكيد سوف يستندون فى حكمهم إلى تفسيرهم للشريعة الإسلامية، فهم فى طريقهم إلى استبدال الإطار القانونى بقوانين الشريعة، ما يعيد تشكيل الحياة الاجتماعية والمدنية.

كما أنه سوف تسعى الميليشيات إلى إعادة بناء الاقتصاد السورى المدمر من خلال إدارة الموارد والحصول على تمويل خارجى، رغم العقوبات والعزلة الدولية. ومن المنتظر كذلك إعادة إحياء التنظيم الاجتماعى، حيث قد يتم إعادة هيكلة التعليم والإعلام والحياة الثقافية لتتوافق مع القيم الإسلامية، ما يخلق نظامًا اجتماعيًا جديدًا.

قد تنجح الميليشيات الإسلامية فى ترسيخ حكمها، رغم طابعها الاستبدادى، بناءً على المبادئ الإسلامية. هذا كله سوف يجعل الأرض خصبة وجاذبة لأحباء هذا النوع من الحكم والسيطرة إلى أن تكون سوريا هى وجهتهم.

الحالة السورية تشبه إلى حد كبير، أفغانستان، بعد انسحاب السوفييت، والعراق بعد عام2003، حيث سمحت فراغات السلطة بازدهار الجماعات المتطرفة.

إلى الآن لا أستطيع أن اتهم أحدًا أو دولة فى الدنيا بمحاولة أفغنة سوريا، أو تحويلها للنموذج الأفغانى الذى استقر فيه طالبان لفترة وأصبح نموذجًا جاذبًا لكل متطرفى الأرض، وانتهى شكله الأول (قبل العودة الأخيرة) إلى تفكيك التنظيم وحواضنه من القاعدة وغيره.

ومع أننى لا أتهم أحدًا كما قلت إلا أن محاولة الأفغنة مستمرة بشكل كبير، لا سيما أن كثيرًا من آباء المجتمع الدولى لا يرون أزمة فى التعامل مع الجولانى وأصحابه.

لا أملك رؤية الغيب بكل تأكيد، لكن حتمًا سوف تتحول سوريا إلى ما يُشبة أفغانستان جديدة، وفى أحسن الأحوال سوف تُسيطر الجماعات الإسلامية على القرار بداخلها، ولن يكون هناك حكم مدنى، وسوف تعلو المطالب الفئوية على المكونات السورية، هذه الرؤية لا نتمناها بطبيعة الحال ولكننا نتوقعها بصورة كبيرة، لأن البدايات تشير إلى النهايات.

إن منع سوريا من أن تصبح معقلًا دائمًا للأيديولوجيات المتطرفة أو بالأحرى منعها من أن تكون أفغانستان جديدة يتطلب نهجًا متعدد الأبعاد يشمل المشاركة الدبلوماسية، الحوافز الاقتصادية، والجهود المستهدفة لمكافحة الإرهاب.

لكننا بالتأكيد أيضًا ننتظر من دول إقليم الشرق الأوسط، وتحديدًا الدول العربية التى انكوت بنار الإرهاب فى السابق، أن تكون فاعلة أكثر فى هذا الأمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر أفغنة سوريا 2 مخاطر أفغنة سوريا 2



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon