توقيت القاهرة المحلي 11:07:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الخناقة» بدأت.. والدم يسيل

  مصر اليوم -

«الخناقة» بدأت والدم يسيل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس تحمل فى طياتها حقيقة الأزمة التى يعيشها الفلسطينيون، والأزمة هنا أن مشكلتهم الكبرى هى قياداتهم على مختلف التوجهات. حماس اتهمت السلطة بانفصالها عن الواقع، وبأنها تسببت فى فجوة كبيرة بينها وبين الشعب الفلسطينى وهمومه وتطلعاته.

وهم على حق بالمناسبة.

أما السلطة فقد اتهمت حماس بأنها منفصلة تمامًا عن الواقع، ولا يهمها الشعب الفلسطينى بقدر مكاسبها هى، وأن معظم قيادات الحركة لم يروا فلسطين، ولا يعرفون عنها إلا المعلومات الموجودة على الإنترنت. وقد وصفت السلطة ما قامت به حماس فى السابع من أكتوبر بالمغامرة، التى قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة عام 1948.

وهم أيضًا على حق.

إذن الطرفان على حق، فمَن المخطئ؟. مَن البعيد فعليًا عن الواقع؟، مَن الذى لا يعرف شعبه فيهما؟.

تلك الأسئلة تدور فى ذهنى وفى أذهان الكثيرين ممن يتابعون الحالة الفلسطينية الحالية، بعد أن كلف الرئيس الفلسطينى محمود عباس مستشاره الاقتصادى، محمد مصطفى، بتشكيل حكومة جديدة. حماس انتقدت هذه الخطوة من دون التشاور معها، واصفة إياها بمحاولة الاستئثار بمقاليد الحكم وترسيخ لانقسام الشعب الفلسطينى، فيما عبّرت فتح عن استهجانها لانتقادات حماس، ووصفها ما حدث بالتفرد والانقسام، وقد هاجمت السلطة هجوم السابع من أكتوبر الماضى، واعتبرته تفردًا هو الآخر وانقسامًا ومغامرة أدت إلى كارثة.

وزادت السلطة فى ردها على حماس بأن الحركة لم تشاور القيادة الفلسطينية وهى تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات، متهمة قياداتها بأنه لا هدف لهم سوى أن يتلقوا ضمانات لأمنهم الشخصى، واعتبرت السلطة أن الأولويات التى حددها تكليف رئيس الوزراء الجديد، محمد مصطفى، هى أولويات الشعب الفلسطينى الذى يريد إعمارًا لما تهدم، ويريد حياة مستقرة قليلًا، واصفة أن رئيس الوزراء المكلف مُسلح بأجندة وطنية، لا أجندات زائفة لشخصيات تعيش فى فنادق (سبع نجوم) لم تجلب إلى الشعب الفلسطينى إلا الويلات.

وقد وضح من رد السلطة أنه متأثر فعلًا بخطوات حماس غير المحسوبة، وقد ننتظر خلال الساعات المقبلة ردًّا آخر من حماس، ينبش فى تاريخ الشخصيات التى تتولى السلطة، وتتحول المعركة قريبًا إلى «خناقة شوارع»، يُظهر كل طرف فيها ما يعرفه عن الطرف الآخر.

الحقيقة أن هذا المشهد العبثى الحالى والمتوقع لا يليق أبدًا بشعب دماؤه مازالت تسيل فى الطرقات، شعب يدفع يوميًّا شهداء من أطفال ونساء وعجائز، شعب صار بدون بنية تحتية أو طعام أو شراب، شعب يعيش على المساعدات الخارجية صعبة المرور.

الخناقة دائرة، وستدور بشكل أعنف خلال الأيام التالية، وربما تتطور إلى مواجهات، مثلما حدث فى السابق، ولهذا ندعو الله أن يحفظ الشعب الفلسطينى من آلة الحرب الإسرائيلية، ومن قياداته، التى تفرغت للانقسام والصراع، وتركته وحيدًا يواجه بقلب مرتعد رصاصات وقذائف الاحتلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخناقة» بدأت والدم يسيل «الخناقة» بدأت والدم يسيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon