توقيت القاهرة المحلي 23:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الخناقة» بدأت.. والدم يسيل

  مصر اليوم -

«الخناقة» بدأت والدم يسيل

بقلم - عبد اللطيف المناوي

الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس تحمل فى طياتها حقيقة الأزمة التى يعيشها الفلسطينيون، والأزمة هنا أن مشكلتهم الكبرى هى قياداتهم على مختلف التوجهات. حماس اتهمت السلطة بانفصالها عن الواقع، وبأنها تسببت فى فجوة كبيرة بينها وبين الشعب الفلسطينى وهمومه وتطلعاته.

وهم على حق بالمناسبة.

أما السلطة فقد اتهمت حماس بأنها منفصلة تمامًا عن الواقع، ولا يهمها الشعب الفلسطينى بقدر مكاسبها هى، وأن معظم قيادات الحركة لم يروا فلسطين، ولا يعرفون عنها إلا المعلومات الموجودة على الإنترنت. وقد وصفت السلطة ما قامت به حماس فى السابع من أكتوبر بالمغامرة، التى قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة عام 1948.

وهم أيضًا على حق.

إذن الطرفان على حق، فمَن المخطئ؟. مَن البعيد فعليًا عن الواقع؟، مَن الذى لا يعرف شعبه فيهما؟.

تلك الأسئلة تدور فى ذهنى وفى أذهان الكثيرين ممن يتابعون الحالة الفلسطينية الحالية، بعد أن كلف الرئيس الفلسطينى محمود عباس مستشاره الاقتصادى، محمد مصطفى، بتشكيل حكومة جديدة. حماس انتقدت هذه الخطوة من دون التشاور معها، واصفة إياها بمحاولة الاستئثار بمقاليد الحكم وترسيخ لانقسام الشعب الفلسطينى، فيما عبّرت فتح عن استهجانها لانتقادات حماس، ووصفها ما حدث بالتفرد والانقسام، وقد هاجمت السلطة هجوم السابع من أكتوبر الماضى، واعتبرته تفردًا هو الآخر وانقسامًا ومغامرة أدت إلى كارثة.

وزادت السلطة فى ردها على حماس بأن الحركة لم تشاور القيادة الفلسطينية وهى تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات، متهمة قياداتها بأنه لا هدف لهم سوى أن يتلقوا ضمانات لأمنهم الشخصى، واعتبرت السلطة أن الأولويات التى حددها تكليف رئيس الوزراء الجديد، محمد مصطفى، هى أولويات الشعب الفلسطينى الذى يريد إعمارًا لما تهدم، ويريد حياة مستقرة قليلًا، واصفة أن رئيس الوزراء المكلف مُسلح بأجندة وطنية، لا أجندات زائفة لشخصيات تعيش فى فنادق (سبع نجوم) لم تجلب إلى الشعب الفلسطينى إلا الويلات.

وقد وضح من رد السلطة أنه متأثر فعلًا بخطوات حماس غير المحسوبة، وقد ننتظر خلال الساعات المقبلة ردًّا آخر من حماس، ينبش فى تاريخ الشخصيات التى تتولى السلطة، وتتحول المعركة قريبًا إلى «خناقة شوارع»، يُظهر كل طرف فيها ما يعرفه عن الطرف الآخر.

الحقيقة أن هذا المشهد العبثى الحالى والمتوقع لا يليق أبدًا بشعب دماؤه مازالت تسيل فى الطرقات، شعب يدفع يوميًّا شهداء من أطفال ونساء وعجائز، شعب صار بدون بنية تحتية أو طعام أو شراب، شعب يعيش على المساعدات الخارجية صعبة المرور.

الخناقة دائرة، وستدور بشكل أعنف خلال الأيام التالية، وربما تتطور إلى مواجهات، مثلما حدث فى السابق، ولهذا ندعو الله أن يحفظ الشعب الفلسطينى من آلة الحرب الإسرائيلية، ومن قياداته، التى تفرغت للانقسام والصراع، وتركته وحيدًا يواجه بقلب مرتعد رصاصات وقذائف الاحتلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الخناقة» بدأت والدم يسيل «الخناقة» بدأت والدم يسيل



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon