توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منع التصوير ترويجًا للسياحة!

  مصر اليوم -

منع التصوير ترويجًا للسياحة

بقلم:عبد اللطيف المناوي

 بينما أنتظر البائع فى أحد متاجر الأدوات الكهربائية ومعدات التصوير؛ ليأتى لى بحامل للتصوير بجهاز التليفون المحمول، لفتت نظرى قطعة تشبه العصا الصغيرة لا يزيد طولها على 15 سنتيمترًا.تخيلت أنها حامل آخر للتصوير غير الذى أنتظره. سألت البائع عندما عاد لى عن هذه القطعة وما إذا كانت أفضل مما اخترت، فأجابنى بأنها ليست حاملًا للتليفون ولكنها كاميرا متكاملة.

عرض علىَّ إمكانياتها: حجمها كعلبة الكبريت أو أصغر، يمكن تعليقها فى الرقبة أو وضعها فوق حاملها الصغير الذى يتمدد، ويضاف لها مسجل صوت بحجم أقل من الكاميرا، وشاحن لا سلكى. سألته: هل هى إحدى الأدوات التى يهوى البعض استخدامها كأدوات تجسس بدائية؟، فأجابنى: بل هى كاميرا تقترب من مواصفات الكاميرات عالية الدقة والتقنية، ويستخدمها مصورون محترفون فى إنتاجهم من الصور الثابتة أو الفيديو.

وحجمها يتماشى مع طبيعة العصر وتزايد الاهتمام العام بالتصوير لدى كل الناس تقريبًا. ما لفت نظرى أيضًا، ويبدو أن كثيرًا من الأشياء لفتت نظرى هذه المرة، أن سعرها لا يزيد كثيرًا على ما يوازى ستة آلاف جنيه مصرى.

لست هنا أروى تجربة تسوق شخصية، لكنى أثبت حقيقة أصبح العالم كله يعرفها؛ أن التقدم فى وسائل التصوير والتوثيق والتواصل أصبح يتحرك بسرعة لا يمكن تحديها أو إعاقتها بقواعد أو قوانين تقيدها أو تحد منها. ولكن يبدو أن هذه الحقيقة مازالت غائبة عن البعض منا.

أعلنت الحكومة عن عزمها على إعداد قانون ينظم قواعد التصوير والإنتاج التليفزيونى والسينمائى. وهذا فى جانب منه يبدو إيجابيًّا. فإذا كان الهدف هو- كما قالت الحكومة- التخفيف من المعوقات والروتين الذى لا يشجع على الإنتاج السينمائى الأجنبى فى مصر، والذى تفقد مصر بسببه فرصًا عديدة اقتصادية وترويجية.

لكن تم إقحام مسألة التصوير الشخصى للمصريين والأجانب المقيمين والسائحين فيه، وأن المبدأ فى التصوير سيكون الإتاحة، و«بدون دفع مليم»، وهو تأكيد لم يكن له داعٍ لأنه يثير شكوكًا أكثر من الاطمئنان؛ ذلك أن العالم كله، إلا دولًا قليلة جدًا لا أظن أننا سنسعد بالانضمام إلى قائمتها، تتيح ذلك دون إعلان أو تأكيد.

أيضًا عندما يتحدث المسؤولون عن أن الهدف من «وضع ضوابط» هو «عدم السماح بتصوير ونشر المشاهد المسيئة للبلاد»، وأن «المقصود من فكرة حظر تصوير المشاهد المسيئة، هو عدم التركيز على مشاهد المهملات فى الشوارع مثلًا»، وأنه «لن يتم منع أحد؛ لكن لا بد من وجود تصريح مسبق، ومعرفة سبب تصوير هذه المشاهد». هذه التصريحات وهذا التوجه هو أسلوب غير عقلانى وغير صحيح للحد من ذلك. والأكيد أنه لا يصب فى مصلحة الصورة العامة للدولة المنفتحة على العالم.

وأظن أن تصريحات بعض النواب بأن هذا القانون سوف يساهم فى «الارتقاء بالقطاع السياحى، وسيخدم الصالح العام لمصر، وسيسهم فى جذب السياح وإبراز الوجه الحضارى والمشرق للدولة» لا تستحق مناقشتها؛ لافتقادها المنطق، ولا تخدم الدولة أو صورتها.

من المقرر أن تطلق مصر حملة دولية للترويج السياحى خلال شهر سبتمبر المقبل، لن يخدمها إضافة بند يدافع عن قرار حسمه التطور التكنولوجى. الحل فى التواجد بإيجابية وليس فى المزيد من «الضوابط».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منع التصوير ترويجًا للسياحة منع التصوير ترويجًا للسياحة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon