توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منع التصوير ترويجًا للسياحة!

  مصر اليوم -

منع التصوير ترويجًا للسياحة

بقلم:عبد اللطيف المناوي

 بينما أنتظر البائع فى أحد متاجر الأدوات الكهربائية ومعدات التصوير؛ ليأتى لى بحامل للتصوير بجهاز التليفون المحمول، لفتت نظرى قطعة تشبه العصا الصغيرة لا يزيد طولها على 15 سنتيمترًا.تخيلت أنها حامل آخر للتصوير غير الذى أنتظره. سألت البائع عندما عاد لى عن هذه القطعة وما إذا كانت أفضل مما اخترت، فأجابنى بأنها ليست حاملًا للتليفون ولكنها كاميرا متكاملة.

عرض علىَّ إمكانياتها: حجمها كعلبة الكبريت أو أصغر، يمكن تعليقها فى الرقبة أو وضعها فوق حاملها الصغير الذى يتمدد، ويضاف لها مسجل صوت بحجم أقل من الكاميرا، وشاحن لا سلكى. سألته: هل هى إحدى الأدوات التى يهوى البعض استخدامها كأدوات تجسس بدائية؟، فأجابنى: بل هى كاميرا تقترب من مواصفات الكاميرات عالية الدقة والتقنية، ويستخدمها مصورون محترفون فى إنتاجهم من الصور الثابتة أو الفيديو.

وحجمها يتماشى مع طبيعة العصر وتزايد الاهتمام العام بالتصوير لدى كل الناس تقريبًا. ما لفت نظرى أيضًا، ويبدو أن كثيرًا من الأشياء لفتت نظرى هذه المرة، أن سعرها لا يزيد كثيرًا على ما يوازى ستة آلاف جنيه مصرى.

لست هنا أروى تجربة تسوق شخصية، لكنى أثبت حقيقة أصبح العالم كله يعرفها؛ أن التقدم فى وسائل التصوير والتوثيق والتواصل أصبح يتحرك بسرعة لا يمكن تحديها أو إعاقتها بقواعد أو قوانين تقيدها أو تحد منها. ولكن يبدو أن هذه الحقيقة مازالت غائبة عن البعض منا.

أعلنت الحكومة عن عزمها على إعداد قانون ينظم قواعد التصوير والإنتاج التليفزيونى والسينمائى. وهذا فى جانب منه يبدو إيجابيًّا. فإذا كان الهدف هو- كما قالت الحكومة- التخفيف من المعوقات والروتين الذى لا يشجع على الإنتاج السينمائى الأجنبى فى مصر، والذى تفقد مصر بسببه فرصًا عديدة اقتصادية وترويجية.

لكن تم إقحام مسألة التصوير الشخصى للمصريين والأجانب المقيمين والسائحين فيه، وأن المبدأ فى التصوير سيكون الإتاحة، و«بدون دفع مليم»، وهو تأكيد لم يكن له داعٍ لأنه يثير شكوكًا أكثر من الاطمئنان؛ ذلك أن العالم كله، إلا دولًا قليلة جدًا لا أظن أننا سنسعد بالانضمام إلى قائمتها، تتيح ذلك دون إعلان أو تأكيد.

أيضًا عندما يتحدث المسؤولون عن أن الهدف من «وضع ضوابط» هو «عدم السماح بتصوير ونشر المشاهد المسيئة للبلاد»، وأن «المقصود من فكرة حظر تصوير المشاهد المسيئة، هو عدم التركيز على مشاهد المهملات فى الشوارع مثلًا»، وأنه «لن يتم منع أحد؛ لكن لا بد من وجود تصريح مسبق، ومعرفة سبب تصوير هذه المشاهد». هذه التصريحات وهذا التوجه هو أسلوب غير عقلانى وغير صحيح للحد من ذلك. والأكيد أنه لا يصب فى مصلحة الصورة العامة للدولة المنفتحة على العالم.

وأظن أن تصريحات بعض النواب بأن هذا القانون سوف يساهم فى «الارتقاء بالقطاع السياحى، وسيخدم الصالح العام لمصر، وسيسهم فى جذب السياح وإبراز الوجه الحضارى والمشرق للدولة» لا تستحق مناقشتها؛ لافتقادها المنطق، ولا تخدم الدولة أو صورتها.

من المقرر أن تطلق مصر حملة دولية للترويج السياحى خلال شهر سبتمبر المقبل، لن يخدمها إضافة بند يدافع عن قرار حسمه التطور التكنولوجى. الحل فى التواجد بإيجابية وليس فى المزيد من «الضوابط».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منع التصوير ترويجًا للسياحة منع التصوير ترويجًا للسياحة



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon