توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثانوية.. ليست مجاميع فقط

  مصر اليوم -

الثانوية ليست مجاميع فقط

بقلم:عبد اللطيف المناوي

  قريبًا ستُعلن نتائج الثانوية العامة، وستكون الحالة العامة فى معظم البيوت المصرية، كما هى العادة، بين فرح وحزن وقلق، وستأتى مواعيد تنسيق دخول الجامعات، ثم يأتى عام دراسى جامعى جديد، ينخرط فيه الناجحون فى الثانوية فى دراستهم، فى الوقت نفسه تكون دفعة جديدة من الطلاب على موعد مع ثانوية عامة أخرى، ليستمر الموال الذى لا ينتهى إلا بحلول جذرية، وبإعادة نظر شاملة.

فى خلال السنوات السابقة، كانت الوعود براقة من وزارة التعليم، وتلمسنا بالفعل محاولات جادة من الدكتور طارق شوقى الذى أكنّ له كل محبة واحترام، من أجل تغيير شامل وجذرى فى المنظومة التعليمية فى مصر. وبدأ الحديث عن إجراءات وتحولات وتخيلات لإصلاح المنظومة التى كان بها خلل كبير طوال سنوات سابقة.

ولكن مع كل خطوة جديدة كانت تظهر ثغرات، ومع كل ثغرة كانت تظهر تبريرات من دون علاجات، حتى إن ثغرات السنوات القليلة السابقة أصبحت فجوات كبيرة فى المنظومة، ولعل أزمة تسريب الامتحانات والمشهد العجيب للمدرس صاحب المراجعة النهائية لآلاف الطلاب الذى دخل إلى مركز الدروس الخصوصية بركب من السيارات، خير دليل على أن هناك أمرًا ما خطأ فى المنظومة.

العقول مازالت على حالها، أقصد عقول معظم الأطراف، عقول المطورين فى الوزارة، الراغبين فى شكل أفضل للعملية التعليمية، من دون أدوات أو تفكير خارج الصناديق المغلقة إياها، وعقول الأسر المصرية، التى مازالت تبحث عن نسخ مسربة للامتحانات، والتى مازالت كذلك تبحث لأبنائها عن «غول» فى الكيمياء، و«أسد» فى الجغرافيا، و«ديناصور» فى اللغة العربية حتى يعطى أبناءهم «البرشامة» النهائية، والتى يستطيعون من خلالها أن ينجحوا فى الامتحان.

فقط نرغب فى أطراف تعى الغرض والهدف من التعليم فى مصر، وأظن، وأغلب الظن إثم، أن معظم الأطراف لا تعرف تحديدًا ما هو الغرض من التعليم، هل هو النجاح؟ وهل النجاح والمجموع الضخم يضمنان مستقبلًا مشرقًا؟

أرى أن أفضل حداد أو أفضل نجار أو أفضل محاسب فى بنك، هو بالضرورة أكثر إفادة للمجتمع والناس من أسوأ طبيب. أرى أن المستقبل الذى يصنعه من يعى ماهية التعليم، بغض النظر عن المجاميع والنتائج، سيكون أكثر إشراقًا من مستقبل الذين يؤمنون بأن المجموع هو ما يحدد المصير.

أرى أن العملية التعليمية برمتها فى مصر تحتاج إلى تطوير أكثر، أن ينظر أصحابها إلى استراتيجيات تشمل ارتباط مرحلة التعليم الجامعى وما قبلها بسوق العمل. استراتيجيات لا تنظر بالعين الضيقة على الأشياء، لا تنظر للثانوية العامة باعتبارها مجموع درجات فحسب.

تطوير العملية التعليمية فى مصر يحتاج إلى قليل من التبريرات وكثير من العمل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثانوية ليست مجاميع فقط الثانوية ليست مجاميع فقط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon