توقيت القاهرة المحلي 20:25:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وحدة الساحات

  مصر اليوم -

وحدة الساحات

بقلم : عبد اللطيف المناوي

«وحدة الساحات» هو مصطلح استخدمته إيران والجماعات العربية المدعومة منها فى الفترة الأخيرة، وهو المصطلح الذى يشير إلى الاستراتيجية الإقليمية التى تنتهجها طهران لتعزيز نفوذها العسكرى والسياسى بالمنطقة.

وقد استخدمت إيران هذا المصطلح فى السابق للتنسيق لتعزيز التواصل والتنسيق بين (حزب الله) فى لبنان، و(الحوثيين) فى اليمن، وجماعات أخرى تدعمها فى العراق وسوريا، وقد استطاعت أن تُنشئ شبكة مترابطة من هذه الجماعات بحيث يتم التعامل معها كوحدة متكاملة.

إلا أن أبرز ما كانت تقصده إيران من إطلاق هذا الشعار هو التأكيد على أن أى هجوم على إحدى الجماعات أو الميليشيات المدعومة منها، سيكون بمثابة هجوم على الجميع، لكننا نرى خلال الأيام الماضية، خصوصًا مع استهداف إسرائيل لحزب الله فى لبنان، أن المصطلح قد فقد صلاحيته للاستخدام.

ليست الضربات التى تشنها يوميًا إسرائيل على أهداف حزب الله هى الأساس فى فقدان المصطلح لمعناه ودلالته، بل هناك الكثير من الأمور التى ساهمت فى ذلك، منها على سبيل المثال الأوضاع الاقتصادية المتدهورة والاضطرابات الداخلية التى أثرت على قدرة إيران على مواصلة تمويل ودعم حلفائها العسكريين بالقدر نفسه الذى كان عليه فى السابق.

فضلًا عن ضغوط العقوبات الدولية، والتى تجعل من الصعب على النظام الإيرانى الحفاظ على زخمه الإقليمى.

خطوة تطبيع العلاقات بين إيران وبعض دول الخليج ربما أيضًا من الأمور التى أثرت على «وحدة الساحات»، حيث أعادت بعض الميليشيات المدعومة من إيران تقييم مواقفها واستراتيجياتها، أو أن إيران ذاتها غيرت نهجها الصدامى فى المنطقة، ناهيك عن خلافات بين جماعات تدعمها إيران فى العراق، ما يؤكد عدم القدرة على تنفيذ استراتيجية موحدة.

السؤال هنا: هل تكف إيران عن استخدام المصطلح، وبالتالى تتخلى عن أذرعها بشكل كامل؟

الإجابة لا، فمن غير المحتمل أن تتخلى إيران بالكامل عن أذرعها الإقليمية، لأنها تشكل فى الأساس جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها للردع والتمدد الإقليمى، لكنها قد تضطر إلى تقليل دعمها المالى والعسكرى لبعض الجماعات، أو ربما تعيد ترتيب أولوياتها.

هنا نسأل: وماذا عن حزب الله، هل تتخلى عنه إيران فى معركته مع إسرائيل؟

الحقيقة أن إيران لن تتورط بشكل مباشر فى المواجهة العسكرية مع تل أبيب، ومع تحول الاستراتيجية الإيرانية قد يجد حزب الله اللبنانى نفسه فى موقف حساس للغاية، فهو يدير معركة كبرى مع إسرائيل، لكن ظهيره الإقليمى ربما يكون فى مرحلة مراجعة الحسابات، وبالتالى سيكون الحزب وحيدًا فى المعركة، فضلًا عن الضغوط الداخلية فى لبنان، بما فى ذلك الأزمة الاقتصادية والسياسية.

اللوم ليس على إيران بكل تأكيد إذا ما حاولت تغيير تكتيكاتها فى المنطقة، اللوم دائمًا على الميليشيات التى تُستخدم (بضم التاء) لتحقيق أغراض قوى إقليمية كبرى. اللوم دائمًا على من يُلقى بأفراده وشعبه فى معركة غير متكافئة وغير محسوبة العواقب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدة الساحات وحدة الساحات



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 06:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 19:30 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة نجلاء بدر تعلن وفاة عمها عبر "فيسبوك"

GMT 18:12 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

إغلاق مقاهي روما تحسبًا لشغب جماهير ليفربول

GMT 06:50 2022 السبت ,10 كانون الأول / ديسمبر

تألق البرازيلي برونو سافيو في 9 مباريات مع الأهلي

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أرز بالبصل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon