توقيت القاهرة المحلي 06:10:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لعله خير

  مصر اليوم -

لعله خير

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تشير أنباء التوصل إلى إطار اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة إلى تقدم ملموس يوقف نزيف الدم الفلسطينى بآلة الحرب الإسرائيلية. وقد يمثل هذا الاتفاق المرتقب بارقة أمل لإخواننا الفلسطينيين الذين يعيشون فى ظروف إنسانية صعبة، ولكنه يأتى أيضًا ليضع أمامنا جميعًا مجموعة من التحديات التى لا يمكن تجاهلها.

الإطار المتفق عليه، الذى يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، يتضمن الإفراج عن رهائن إسرائيليين وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، إلى جانب سحب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان فى غزة، فضلًا عن إمكانية تشكيل حكومة لا يسيطر عليها أحد الطرفين (إسرائيل/ حماس) لتهيئة القطاع للفترة التالية فى ظل حماية أمنية فلسطينية عبر قوات مدربة فى أمريكا.

هذا الاتفاق يمثل خطوة مهمة نحو تهدئة التوترات وتحقيق استقرار نسبى فى المنطقة، فضلاً عن ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل المستشفيات وإزالة الأنقاض، وهى الإجراءات التى ستكون ضرورية للغاية من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية فى القطاع؛ لأنها بمثابة شريان حياة لمئات الألوف من المحاصرين.

أما التحديات، فكل من إسرائيل وحركة حماس يخشيان استغلال الطرف الآخر لفترة التوقف للتحضير لجولات أخرى من العمليات العسكرية، حيث إن ضمان استمرارية وقف إطلاق النار وتحقيق الاستقرار الدائم يتطلب التزامًا حقيقيًا من الطرفين.. وهو أمر لم يكن دائمًا مضمونًا فى تاريخ الصراعات السابقة بينهما.

التحدى الآخر الذى يواجه هذا الاتفاق هو بنود ما يسمى «اليوم التالى»؛ من آلية حفظ الأمن داخل القطاع، وتشكيل حكومة لتسيير أعماله، وهى البنود التى تظل تحت اختبار قدرة القوة أو الحكومة على فرض النظام والعدالة فى بقعة أرض مليئة بالتوترات السياسية والاجتماعية، ومليئة أيضاً بقواعد حركة حماس!.

لقد لعبت واشنطن دورًا محوريًا فى الوساطة بين إسرائيل وحماس، وذلك من خلال جولات مكوكية قام بها مستشار شؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز. ورغم المعرفة المسبقة بدعم أمريكا لتل أبيب، إلا أن مصلحة السلطة الأمريكية الآن حريصة على إيجاد توافق فى أطراف هذه الأزمة، بسبب الانتخابات.

لهذا أظن أن الوصول إلى اتفاق كهذا، سوف يكون مدعوما بقوة من البيت الأبيض، وسيكون مدعومًا أيضًا ممن يريدون بعض الهدوء والاستقرار بالمنطقة، من أجل مواجهة تحديات وجودية أخرى كمشكلات المناخ والطاقة والغذاء التى تهددنا جميعًا.

ليس لنا إلا أن نرفع أيدينا بالدعاء من أجل حياة الفلسطينيين، ومن أجل حياة شعوب المنطقة. ويجب أن نذكر هنا أن السلام الحقيقى والدائم يتطلب أكثر من مجرد اتفاقيات مؤقتة.. فبناء مستقبل آمن ومستقر لغزة يتطلب التزامًا مستدامًا من جميع الأطراف، لا أستثنى منهم أحدًا.

وفى النهاية، لعل هذا التوافق يحمل بعض الخير، بعد شهور من الدمار، ويمكن البناء عليه مستقبلًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعله خير لعله خير



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon