توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اطلبوا الصلح ولو فى الصين!

  مصر اليوم -

اطلبوا الصلح ولو فى الصين

بقلم : عبد اللطيف المناوي

لعل أبرز القضايا التى كان لها الأثر الحزين فى نفس المهتمين بالصراع العربى الإسرائيلى والمنشغلين به هو الانقسام الحاد داخل الجسد الفلسطينى ذاته، لاسيما بين القوتين المركزيتين المسيطرتين على الشارع الفلسطينى، «فتح» و«حماس»، بغض النظر عن موقفى الشخصى من حماس وحساباتها وتوجهاتها.

وطوال السنوات الماضية، هناك محاولات مستمرة من قوى إقليمية وعالمية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، حيث كانت الوفود الفلسطينية تتجمع فى عواصم ومدن مختلفة فى أرجاء العالم، يجلسون يتحدثون ويحتسون المشروبات ويقدمون الأوراق، ويلتقطون الصور التذكارية، إلا أن ما فى القلب لايزال فى القلب، ليظهر الانقسام مع أول اختبار. هذه الأيام أعلنت العاصمة الصينية بكين أنها سوف تكون ساحة جديدة لإتمام الصلح الفلسطينى– الفلسطينى، حيث أكدت التوصل إلى اتفاق بين 14 فصيلًا فلسطينيًا لتشكيل «حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» لإدارة قطاع غزة بعد الحرب. وقد جاء هذا الإعلان فى ختام لقاء استضافته بكين، والذى شهد توقيع اتفاق «للوحدة الوطنية» بين حركة حماس وحركة فتح وفصائل أخرى.

تاريخ الانقسام بين حماس وفتح يمتد إلى عام 2007، عندما سيطرت حماس على غزة بعد صدامات عنيفة مع فتح، التى تم طردها من القطاع. منذ ذلك الحين، لم يكن هناك تقدم كبير نحو المصالحة، رغم المحاولات العديدة التى باءت بالفشل. كما أن الصراعات الداخلية، والضغوط الإقليمية والدولية، إضافة إلى الرفض الإسرائيلى، وضعت الكثير من العراقيل أمام تنفيذ أى اتفاق جديد.

بعض المصادر أكدت أن مسألة إدارة غزة بعد الحرب كانت محور الخلاف الكبير بين الأطراف الفلسطينية، وهذا شىء كان متوقعًا، نظرًا لاستئثار حماس بالسلطة والنفوذ فى القطاع، ما جعل الأوضاع تؤول إلى ما آلت إليه، فضلاً عن رغبة أطراف دولية لإيجاد صيغة توافقية بين الفصائل لإدارة القطاع فى هذه المرحلة الحرجة، خصوصًا فى مسألة إعادة الإعمار التى سوف تتطلب مجهودات ضخمة، سواء من الفلسطينيين ذاتهم، أو من الدول والجهات المانحة. لذا من الضرورى أن ندرك أن المصالحة ليست مجرد اتفاقيات تُوقَّع، بل هى عملية كبيرة ومستمرة لفترة من الزمن، تتطلب التزامًا حقيقيًا من جميع الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة. إن رغبة الفصائل الفلسطينية فى تحقيق الوحدة الوطنية أمر جيد، لكنها بحاجة إلى ضمانات عملية وآليات تنفيذ فعالة.

بكين قد تكون نجحت فى جمع الفصائل الفلسطينية حول طاولة الحوار، لكن النجاح الحقيقى يعتمد على مدى جدية الأطراف فى تنفيذ الاتفاقات وتحقيق المصالحة الدائمة. هذه الخطوة قد تبدو إيجابية فى ظاهرها، حيث يشدد قادة حماس على أهمية الوحدة الوطنية كحل أمثل للوضع الفلسطينى الحالى.. لكن تجربة الماضى تقودنا إلى التساؤل: هل ستنجح هذه المرة فى تحقيق المصالحة بشكل حقيقى وملموس، أم ستبقى مجرد محاولة جديدة تضاف إلى قائمة المحاولات الفاشلة؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اطلبوا الصلح ولو فى الصين اطلبوا الصلح ولو فى الصين



GMT 04:31 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل... القضاء على «الأونروا» بعد «حماس»

GMT 04:08 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الجبل السحري

GMT 04:06 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هل إيران مع تنفيذ القرار 1701؟

GMT 04:03 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هروب “الزمن الجميل”!

GMT 04:00 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن الأفكار والنساء والمقاومات

GMT 03:57 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الكل متأخر... سيدي!

GMT 03:55 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دروس الأزمة الأوكرانية... أميركياً و«شرق أوسطياً»!

GMT 03:52 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أميركا: هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon