توقيت القاهرة المحلي 11:52:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مخاطر (أفغنة) سوريا (١)

  مصر اليوم -

مخاطر أفغنة سوريا ١

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يشكل صعود الميليشيات الإسلامية كقوة حاكمة فى سوريا تحولًا جذريًّا فى المشهد السياسى والأيديولوجى فى الشرق الأوسط، وربما العالم كله.

إن سيطرتهم على المشهد تشير إلى إمكانية نشوء معقل جديد للإسلام السياسى، مثلما حدث فى أفغانستان أيام حرب السوفييت، حيث نشأت على أنقاض هذه الحرب حكومة طالبان وتنظيم القاعدة، وكذلك أيام حدوث الفوضى فى العراق وسوريا من قبل، ما أدى إلى سيطرة داعش.

ربما صارت سوريا، التى كانت تُحكم لفترة طويلة من قِبَل نظام عائلة الأسد، مركزًا للحكم من قِبَل جماعات إسلامية، وهى عادة ما تأتى كرد فعل على إخفاقات الأنظمة العلمانية والأنظمة المدعومة من الغرب فى العالم العربى.

ولكى نقترب من الواقع السورى وندرك خطورة ما يحدث الآن، لابد أولًا أن نتعرف على خريطة الميليشيات فى سوريا، حتى وإن قدمت نفسها بشكل مغاير خلال الأيام الماضية.

أول التنظيمات وأشهرها على الأرض الآن هو هيئة تحرير الشام (HTS)، التى تُعد جماعة إسلاموية يقودها أبومحمد الجولانى، (أحمد الشرع)، تأسست فى البداية كجبهة النصرة عام ٢٠١١، وكانت فرعًا لتنظيم القاعدة، وتم دمجها لاحقًا مع عدة فصائل إسلاموية أصغر.

وتشير التقارير إلى أن عدد عناصر هيئة تحرير الشام كان يقدّر بـ(١٠) آلاف مقاتل وفقًا لتقرير صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام ٢٠٢٢، إلا أن هذا الرقم تضاعف الآن من دون إحصائية موثوقة حتى الآن.

ثانى التنظيمات هو جماعة حراس الدين، وتأسست فى فبراير ٢٠١٨، بعد انفصالها عن هيئة تحرير الشام، وأعلنت عن تبعيتها لتنظيم القاعدة، وتنشط جماعة حراس الدين فى المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، كما يوجد كذلك تنظيم أحرار الشام الذى تأسس فى عام ٢٠١١، ووصلت ذروة قوته عام ٢٠١٤، ويُقال إنه امتلك نحو ٢٥ ألف مقاتل حينها، وكان يقاتل تحت لواء ما سمى (الجيش الوطنى السورى). وتشير بعض الدراسات إلى أن البعض ينظر لهذا التنظيم تحديدًا على أنه فصيل إسلامى معتدل يمكن استخدامه كجسر بين الجماعات المتشددة والمجتمعات المحلية.

جيش الإسلام كذلك من بين هذه التنظيمات، وهو تنظيم تأسس فى عام ٢٠١٣ عبر اتحاد أكثر من (٤٥) فصيلًا من الجيش الحر، وبلغ عدد مقاتليه ما بين (١٠ و١٥) ألف مقاتل. وهذا التنظيم تحديدًا تم إضعاف قواته بسبب هجمات الروس المستمرة على صفوفه، ما أدى إلى اغتيال قائده، زهران علوش.

كذلك توجد على الأرض السورية تنظيمات شيعية كبقايا عناصر حزب الله اللبنانى الذى أنهكته الضربات الإسرائيلية، وكذلك فصائل أخرى مثل زينبون وغيرها، لكنها ليست بزخم وقوة التنظيمات الإسلامية السُّنية.

هذا هو الوضع على الأرض.. تنظيمات مسلحة بعشرات الألوف، وربما مئات الألوف الآن، كل هذا يمكن له السيطرة واستقطاب آخرين من كل بقاع الأرض، ما يكون له تداعياته وأزماته، التى نناقشها فى مقال آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاطر أفغنة سوريا ١ مخاطر أفغنة سوريا ١



GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 06:38 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 06:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركا والفضائيون... أسرار الصمت المدوي

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 10:59 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه
  مصر اليوم - إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 16:22 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

جماهير تطلب فتح المدرج الشرقي في مواجهة بوركينا

GMT 11:58 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

أفضل فساتين الخطوبة للمحجبات

GMT 00:10 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب ألاسكا الأميركية

GMT 08:42 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير شئون «النواب» يناقش تطورات مجال حقوق الانسان في مصر

GMT 12:54 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

الفنانة يارا تفاجئ جمهورها علي تطبيق "سناب شات

GMT 03:31 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

فيل يبتكر طريقة ذكية ليتناول طعامه من فوق شجرة

GMT 13:03 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

فولكس فاجن تكشف عن أسعار أيقونتها Passat موديل 2020

GMT 17:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

الفنانة مريم حسن تتعاقد على بطولة مسلسل "أبو جبل"

GMT 23:17 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

دورة تحكيم في جمباز الأيروبيك بالاتحاد الدولي للجمباز

GMT 16:26 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكّد أن الهاتف المحمول أقذر بـ7 أضعاف من مقعد المرحاض

GMT 04:58 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد تستعد لأول مسلسل مع خطيبها الفنان أحمد فهمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon