توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يصلح كاميرون ما أفسده بلفور؟

  مصر اليوم -

هل يصلح كاميرون ما أفسده بلفور

بقلم - عبد اللطيف المناوي

قبل أن تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها ويتم تقسيم تركة الرجل المريض (الإمبراطورية العثمانية) بين المنتصرين، سارع وزير الخارجية البريطانى أرثر بلفور فى 2 نوفمبر عام 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفى البريطانى البارون روتشيلد، أحد أكبر الزعماء اليهود فى العالم وأغناهم. وكانت هذه الرسالة هى التكأة التى أدت إلى قيام دولة إسرائيل وما تبع ذلك من حروب وأزمات فى الشرق الأوسط.

هذه الرسالة التى أصبحت وعدا حمل اسم صاحبها بلفور كانت تعبيرا عن تعاطف بريطانيا مع مساعى الحركة الصهيونية لإقامة وطن لليهود فى فلسطين، حيث طلب فيها بلفور من روتشيلد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية فى المملكة المتحدة وأيرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعى الحركة.

ورغم أن الرسالة لا تتحدث صراحة عن تأييد الحكومة البريطانية لإقامة دولة لليهود فى فلسطين، لكنها أدت دوراً أساسياً فى إقامة دولة إسرائيل بعد 31 عاما من تاريخ الرسالة، أى عام 1948. كما ساهمت فى تشجيع يهود القارة الأوروبية على الهجرة إلى فلسطين خلال الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، فى وقت كانت القارة تشهد فيه صعودا للتيارات القومية المعادية للسامية.

الأسبوع الماضى صرح وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون بأن بلاده يمكن أن تعترف رسميا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار فى غزة، دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين حول حل الدولتين.

وقال إنه لا يمكن أن يتم الاعتراف ما دامت حماس موجودة فى غزة، لكن الاعتراف يمكن أن يتم أثناء استمرار مفاوضات إسرائيل مع القادة الفلسطينيين، وأضاف أن اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين المستقلة «لا يمكن أن يأتى فى بداية العملية، لكن لا يتعين بالضرورة أن يتم فى نهاية العملية».

وقال كاميرون: «قد يكون هذا أمرا نبحثه عندما يصبح هذا التقدم نحو الحل، أكثر واقعية. ما يتعين علينا القيام به هو منح الشعب الفلسطينى أفقا نحو مستقبل أفضل، مستقبل تكون له فيه دولة خاصة به».

رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو رفض علنا إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بعد الحرب، بل إنه تفاخر فى الأسابيع الأخيرة بأنه كان له دور فعال فى منع قيام دولة فلسطينية.

ويمكن أن يؤدى اعتراف بعض حلفاء إسرائيل بالدولة الفلسطينية دون موافقة تل أبيب إلى عزل إسرائيل والضغط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات.

عندما أرسل بلفور رسالته منذ 107 سنوات كانت بريطانيا هى الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس، وكانت أمريكا دولة حديثة تصارع لتجد لنفسها مكانا فى العالم الجديد. اليوم اللورد كاميرون يخرج بتصريحه وبريطانيا دولة خارج الاتحاد الأوروبى تجاهد لترى الشمس، وأمريكا أصبحت القوة الأعظم فى العالم الجديد. وهنا مكمن الشك فى جدوى وعد كاميرون الجديد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يصلح كاميرون ما أفسده بلفور هل يصلح كاميرون ما أفسده بلفور



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon