توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العمل عن بُعد.. في مصر

  مصر اليوم -

العمل عن بُعد في مصر

بقلم : عبد اللطيف المناوي

على هامش تفشى جائحة الكوفيد فى ٢٠٢٠، ظهرت آلية جديدة فى العمل المؤسسى، وهى آلية العمل عن بُعد، وذلك بسبب ظروف تطبيق ما سُمى «التباعد الاجتماعى» وترك مسافات مناسبة بين الأفراد للحد من انتشار فيروس كورونا. إلا أنه خلال السنوات الأربع التى تلت الجائحة، صارت تلك الآلية مستخدمة فى كثير من المؤسسات، وبنسب مختلفة، حتى مع تلاشى الأسباب التى دعت إليها فى الأساس.

ظهرت دراسات عالمية عن فوائد وأضرار هذه الآلية، لكن فى مصر لا تستطيع بيان مدى جدواها، أولًا، فحسب حدود علمى، لم تخرج دراسة علمية حول الظاهرة فى المؤسسات المصرية، ولو خرجت فإنها ربما طُبقت على نطاق ضيق. ثانيًا، فكرة العمل عن بُعد لم تُطبق فى مصر بالشكل الذى طُبقت فيه فى العالم أثناء الجائحة، فالموظف هناك كان ملتزمًا بآلية التطبيق، فلا يخرج من المنزل ولا يختلط بآخرين أثناء العمل. لكن هنا، يكفى ما كنا نراه فى الكافيهات والمقاهى لدحض الفكرة من الأساس.

هذه الآلية لها فوائد عديدة كما أظهرتها دراسات عالمية، منها مثلًا مرونة تنظيم الوقت، فغالبية الموظفين الذين يعملون عن بُعد ربما يعبرون عن مستويات أعلى من الرضا بسبب القدرة على تنظيم وقتهم بما يتناسب مع حياتهم الشخصية.

من الفوائد أيضًا توفير التكاليف التى يدفعها الموظفون فى الوصول إلى أعمالهم، وربما هذه الفائدة أيضًا مشتركة بين الموظف والمؤسسة التى يعمل بها، حيث إن أغلب الشركات التى تعتمد العمل عن بُعد تمكنت من تخفيض تكاليف التشغيل فيها، فضلًا عن زيادة الإنتاجية.

ولكن مثلما لهذه الآلية فوائد، لها أيضًا أضرار، أولها العزلة الاجتماعية، فقد أظهر تقرير صادر عن Buffer عام ٢٠٢٢ أن ٢١٪ من الموظفين الذين يعملون عن بُعد أشاروا إلى العزلة كأكبر تحدٍّ يواجههم، إضافة إلى ضعف التواصل بين أعضاء الفريق الواحد.

أعتقد أن التوازن فى تطبيق الآلية نفسها هو ما يُحقق تعادلًا بين إيجابيات التجربة وسلبياتها، فيجب فى الأساس إيجاد وسائل تواصل بين الفريق، فضلًا عن خلق بيئة مناسبة باعثة على العمل، وتدريب الموظفين على إدارة الوقت لتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات التى تواجههم فى هذه الآلية.

لا شك أن هذه الآلية لها من الأضرار والفوائد ما يجعلها جديرة بالتطبيق، وقد سمعت خلال الفترة الماضية تصريحات حكومية عن تقليل عدد ساعات الحضور فى المؤسسات، واستبدالها بالعمل عن بُعد. أتمنى أن تصلح التجربة فى مصر، وأن تُطبق لنعرف فوائدها من أجل التأكيد عليها وتطويرها، كما نعرف عيوبها لتلافيها حتى يواكب الموظف المصرى تغيرًا مهمًّا فى عالم العمل الحديث.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمل عن بُعد في مصر العمل عن بُعد في مصر



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon