توقيت القاهرة المحلي 18:39:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دماء الأبرياء والحقيقة مازالت تُراق

  مصر اليوم -

دماء الأبرياء والحقيقة مازالت تُراق

بقلم : عبد اللطيف المناوي

بعد ليلة عنيفة من القصف الإسرائيلى، الذي أصبح معتادًا، على الضاحية الجنوبية لبيروت، شنت إسرائيل فجر الجمعة غارة على منطقة حاصبيا جنوب لبنان، حيث استهدفت مسيّرة مقرًا مدنيًا يقيم فيه صحفيون في حاصبيا، ما أدى إلى مقتل ٣ وإصابة ٢ آخرين.

هذا القصف يشكل جريمة حرب إسرائيلية جديدة، أيضًا أصبح أمرًا معتادًا أن تستهدف إسرائيل الصحفيين أثناء تغطيتهم لما يحدث على الأرض.. وهذا الحادث وغيره يجدد الجدل غير المجدى حول المخاطر التي تواجهها الصحافة الحرة في المنطقة.

تشير التقارير إلى أن الصحفيين العاملين في الشرق الأوسط يواجهون معدلات عالية من الخطر مقارنة بزملائهم في مناطق أخرى من العالم. فقد ذكر تقرير صادر عن «مراسلون بلا حدود» أن «الشرق الأوسط» تُعد من أخطر المناطق عالميًا على الصحفيين.

وفى عام ٢٠٢٢ وثّقت المنظمة مقتل أكثر من ١٦ صحفيًا في المنطقة، بينما أُصيب العشرات أثناء تغطية النزاعات في سوريا، واليمن، والعراق، وفلسطين، ولبنان.

تاريخيًا، تسببت الحروب والنزاعات الدائرة في الشرق الأوسط في مقتل عدد كبير من الصحفيين، حيث سُجلت معدلات مرتفعة للضحايا. على سبيل المثال، وثقت منظمة «لجنة حماية الصحفيين» مقتل حوالى ١.٨٠٠ صحفى حول العالم منذ بداية الألفية، ويُعتقد أن نصف هذا العدد على الأقل وقع ضحية النزاعات المستمرة في المنطقة. في سوريا وحدها، بلغ عدد الصحفيين الذين قُتلوا منذ اندلاع الحرب هناك في ٢٠١١ نحو ٥٠٠ صحفى.

يبدو أن استهداف الصحفيين بات جزءًا من استراتيجية الصراعات في المنطقة، حيث يجد الصحفيون أنفسهم في الخطوط الأمامية ويصبحون عرضة لنيران جميع الأطراف المتصارعة.

في الأراضى الفلسطينية المحتلة، قُتل نحو ٣٠ صحفيًا منذ عام ٢٠٠٠ وحتى حرب غزة، من بينهم الصحفية شيرين أبوعاقلة التي قُتلت أثناء تغطيتها لعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية، وهى حادثة أثارت استياءً عالميًا ودعوات لتحقيقات دولية، ولكن عدد الشهداء الصحفيين وصل إلى (١٧٣ صحفيا وصحفية) منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ولبنان حتى نهاية سبتمبر الماضى. أضيف إليهم أمس ثلاثة صحفيين في جنوب لبنان.

إضافةً إلى القتلى، تعرّض مئات الصحفيين للاختطاف والتعذيب، حيث أفادت منظمات حقوق الإنسان أن أكثر من ١٠٠ صحفى تعرضوا للاختطاف في سوريا، خصوصًا من قبل الجماعات المسلحة التي تسعى للسيطرة على مناطق النزاع. كما يواجه الصحفيون أيضًا الاعتقال والاحتجاز التعسفى؛ ففى اليمن، تم توثيق اعتقال حوالى ٩٠ صحفيًا في السنوات الأخيرة.

على الرغم من الجهود الدولية المتواصلة، يظل تنفيذ القوانين الدولية لحماية الصحفيين محدودًا للغاية. فيما لا تلقى دعوة الأطراف المتنازعة إلى احترام الصحافة أي استجابة في ظل الفوضى والنزاعات المستمرة. البيانات تشير إلى أن نسبة الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين التي يتم التحقيق فيها بشكل جدى لا تتعدى ١٠٪ من الحالات.

دماء الأبرياء والحقيقة مازالت تُراق. إلى متى؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دماء الأبرياء والحقيقة مازالت تُراق دماء الأبرياء والحقيقة مازالت تُراق



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon