توقيت القاهرة المحلي 08:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التخلى عن «مصر للطيران»

  مصر اليوم -

التخلى عن «مصر للطيران»

بقلم - عبد اللطيف المناوي

تحدثنا مرارًا عن كفاءة إدارة الأزمات، وفى كل مرة كان يحدونى الأمل في أن أجد سلوكًا مغايرًا عما اعتدناه من خلل في إدارة أزماتنا، وللأسف في كل مرة يصيبنى الإحباط.

آخر ما استجد على ساحتنا من أزمات- ولن تكون الأخيرة بالطبع- هو ذلك التقرير الفرنسى الجائر، حول حادث سقوط طائرة «مصر للطيران» القادمة من باريس في مياه البحر الأبيض المتوسط، أمام السواحل المصرية في مايو 2016، وهو التقرير الذي لو انتشر وصدقه الناس لكان كافيًا لإغلاق أكبر وأضخم شركات الطيران في العالم.
إن حجم التجاوزات والأخطاء والخلل الذي حمله هذا التقرير لشركة الطيران المصرية كبير، وبشكل يُرهب أي إنسان يقرؤه من مجرد التفكير في السفر على خطوط هذه الشركة.
معروف، ومنذ بداية الحادث، أن المسؤولية الكبرى تقع على الجانب الفرنسى، كون الطائرة قد أقلعت من مطار «شارل ديجول» بباريس، وما تردد من وجود آثار مواد متفجرة في الحطام، وهو الأمر الذي يشير إلى احتمالات اختراق لأمن المطار الفرنسى الأول. وما ذكره الفرنسيون في تقريرهم الذي صدر منذ يومين، من أن الطائرة كانت تحتاج إلى الصيانة، ولم تكن صالحة للإقلاع أو لرحلة الطيران، يمكن قراءته في إطار محاولة التنصل من تحمل التعويضات.
كان الجميع يعرفون ذلك بشكل واضح وظاهر، حتى الفرنسيون أنفسهم، إلا أن التأخر في معالجة الأزمة من الجانب المصرى، واستمرار التحقيقات طوال هذه المدة، فتح الباب لأن تتلاعب الأيادى والضمائر بتقارير جائرة لقلب الطاولة، واستباق أي تقرير قد يحتوى على حقائق تتناقض مع مصلحتهم.
ما أدهشنى هو الرد المصرى المتأخر على هذا التقرير، والذى خرج كذلك مخالفًا لتوقعاتى الشخصية، حيث انتظرت بيانًا من الحكومة المصرية يفند أكاذيب الفرنسيين وادعاءاتهم، ويكشف أن المعركة سياسية واقتصادية في الأساس، لكننى صُدمت ببيان فاتر من وزارة الطيران المدنى، يؤكد أن الحادث مازال خاضعا للتحقيقات في النيابة المصرية، وأن الوزارة «حريصة على عدم الإدلاء بأى معلومات فنية تخص الحادث، نظرًا لإحالة التحقيق إلى النيابة العامة، كونها الجهة المنوط بها حاليا التحقيق في الحادث، ويرجع إليها فيما يتعلق بهذا الشأن». هذا أمر يتجاوز الأمور الفنية والقانونية المحلية، ويرقى لأن يكون أزمة تواجهها الدولة، وكان ينبغى التعامل معها بهذا المنطق.
في النهاية، الضرر وقع على مصر. الضرر أكيد في وقت كنا قادرين فيه على معالجة الأمور بشكل أفضل بكثير، لأننا كنا نمتلك الحقيقة، وكنا نملك من الأدلة والبراهين ما نستطيع من خلاله أن نتحدث للعالم بعين قوية غير مرتعشة، خصوصًا في مرحلة بدأت فيها الحركة السياحية في التعافى.
هم أصدروا بيانًا يحمل مغالطات، ونحن تأخرنا في الرد، بل لم نستطع الرد بقوة، لنقف موقف المتهم، وكأن شركة «مصر للطيران» شركة لا تملكها الدولة المصرية.

 

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التخلى عن «مصر للطيران» التخلى عن «مصر للطيران»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon