توقيت القاهرة المحلي 18:39:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا بعد نصرالله؟ (١- ٢)

  مصر اليوم -

ماذا بعد نصرالله ١ ٢

بقلم : عبد اللطيف المناوي

لست أبالغ، فيما أظن، عندما أقول إننى لاحظت للمرة الأولى صوتًا بدأ يظهر لما يُطلق عليه حكومة «تسيير الأعمال» فى لبنان، اليومين الماضيين، بعدما تأكدت أنباء اغتيال حسن نصرالله، زعيم حزب الله.

كانت كل علامات الدهشة والتعجب تتطاير مع الغياب التام للدولة اللبنانية، أو ما تبقى منها، منذ بدء العدوان الإسرائيلى المباشر على الأراضى اللبنانية.

بدَت الحكومة والبرلمان والسياسيون والجيش وكأن ما يحدث لا يعنيهم. وكان القلق من سطوة وسيطرة حزب الله على أركان الدولة اللبنانية هو الحاكم فى ردود أفعالهم.

وهنا السؤال حول مستقبل لبنان السياسى بعد اغتيال حسن نصرالله، والضربات القوية التى يتعرض لها «حزب الله» بشكل يومى. هل يضعف الحزب، وبالتالى ستقوى الدولة؟، أم يضعف الحزب، وتضعف الدولة، باعتبار أن الحزب هو المسيطر الفعلى على الدولة؟.

السيناريوهات المستقبلية فيما يمكن تسميته «اليوم التالى لاغتيال حسن نصرالله فى لبنان» مثيرة جدًّا للاهتمام والبحث بسبب التوترات السياسية، والطائفية، والتدخلات الإقليمية التى تحيط بلبنان منذ عقود.

أولى الأفكار التى قفزت إلى ذهنى هى فكرة استعادة الدولة اللبنانية سلطتها على كامل أراضيها، بما فى ذلك المناطق التى يسيطر عليها حزب الله، أو بمعنى أصح التى كان يسيطر عليها قبل الضربات الإسرائيلية. هذه الخطوة ربما تشكل طموحًا لغالبية الحكومة المكلفة ولكثير من اللبنانيين أيضًا، ولكن الأمر لا يخلو من تحديات.

وأول هذه التحديات ربما يكون عدم قدرة الدولة اللبنانية على بناء جهاز حكومى قوى بما يكفى لفرض سلطته على البلاد، فمنذ انتهاء الحرب الأهلية فى ١٩٩٠، لم تتمكن الدولة من السيطرة على جميع الفصائل والجماعات المسلحة، وعلى كامل الأرض، وهو أمر قد يعوق مسألة استعادة الهيمنة على كامل الدولة.

أضف إلى ذلك الانقسام الطائفى الكبير، الذى يعرقل جهود بناء مؤسسات فعّالة، وهذا الأمر على وجه الخصوص يحتاج إلى إصلاحات جذرية لتتمكن الدولة من مواجهة الأيديولوجيا، التى سيحاول حزب الله التشبث بها، حتى بعد اغتيال قادته جميعًا.

الانقسام الطائفى فى لبنان للأسف هو أكبر معيق لعملية استعادة الدولة لسيطرتها، فالبلد يتكون من فسيفساء طائفية معقدة، فما يتعرض له حزب الله الآن قد يُنظر إليه على أنه استهداف للطائفة الشيعية، ما قد يؤدى إلى تصعيد طائفى، فيصطف الشيعة صفًّا واحدًا ضد السُّنة أو ضد أطراف أخرى، وإذا لم تتمكن حكومة تسيير الأعمال أو حتى الحكومات القادمة من إدارة هذا الملف بحذر، فقد تجد نفسها فى مواجهة حرب أهلية أخرى، نتيجة صراعات قد تنشأ بعد هزيمة حزب الله.

لكن رغم كل التوترات، هناك بعض العوامل التى قد تمنع هذا السيناريو الكارثى. لعل من أهمها الكوارث التى سببتها الحرب.

هناك تحديات أخرى وحلول أمام لبنان فى مرحلة ما بعد نصرالله، سنتناولها فى المقال القادم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد نصرالله ١ ٢ ماذا بعد نصرالله ١ ٢



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon