توقيت القاهرة المحلي 00:09:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ

  مصر اليوم -

بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ

بقلم : عبد اللطيف المناوي

حالة الفرح الهستيرى التى تسيطر على الأغلبية الساحقة من سوريا، أراضى وسكانًا، تختفى وراءها مشاعر قلق من القادم. وقد تتخطى مستوى القلق إلى حالة الخوف الشديد.

هناك حقائق أساسية حاكمة للوضع الحالى. كما ذكرنا أمس لا أطن أن حاكما قد حاز هذا الموقف، الذى يقترب من الإجماع، على الارتياح والفرح للتخلص منه. هذه حالة نادرة أن يفشل حاكم فى أن يكون له رصيد على الأرض، بعد حكم ابن اقترب من ربع قرن، وحكم أب وابن تجاوز نصف قرن.

فرحة الخلاص تصيب بفقدان الرؤية الصحيحة، وضوضاء الإحساس بالانتصار وزخمه تتضاءل فى ظل أى محاولات لأفكار قلقة. كما قال لى صديق سورى، وهو من العلمانيين، وضد حركات الإسلام السياسى على إطلاقها، يقول «إنهم هم من استطاعوا أن يخلصونا وهذا هو المهم الآن»، ويراهن بمزيج من الأمل والقلق على طبيعة الشعب السورى صاحب الفكر والسلوك العملى والتجارى، تعود على التنوع ومكوناته تاريخيا متنوعة. وبالتالى لن يستطيع التيار الإسلامى أن يتجاوز هذه الحقيقة. لم أرد أن أطفئ فرحة صديقى وأمله بحقيقة تاريخية أن العامل الاجتماعى مهم لكنه ليس حاكما. وأن من يحكم على الأرض هو من يملك القوة والسلاح.

وهذا ينقلنا إلى النقطة الأخرى المهمة. الشعب السورى هو من يحمل كل مشاعر السعادة، لكن لا ننسى أن المنتصرين هم الفصائل ومن معهم وخلفهم. وهم بطبيعة التسمية «فصائل» متعددة، اتفقت على هدف ولكن يظل تاريخها ماثلا ومؤثرا.

والاختلافات بينهم وصلت فى بعض الأحيان إلى حد اتهامات اقتربت من الاتهامات بخطأ الفهم والحياد عن الشريعة، والبعض وصل إلى حد التكفير. التغير الكبير الذى تابعناه هو فى شخصية الجولانى، أحمد الشرع مؤخراً، من صورة وآراء متطرفة إلى صورة وآراء مرنة وعصرية. لكننا لمحنا باقى القوات التابعة، ولم نسمع باقى القيادات، ومن لمحناه فى زوايا الصورة يحمل ملامح الجولانى القديمة قبل أن يهذب ذقنه. السؤال الكبير هنا، ماذا هم فاعلون؟، و«هم» هنا الفصائل وقادتهم.

حتى الآن الممارسات مقبولة ومفاجئة فى انضباطها. ويبدو أن وقتا طويلا قضته الفصائل فى التدريب والاستعداد لموقف السيطرة على المدن. وأيضا يبدو أنهم قضوا وقتا محترما فى تشكيل لغة خطاب مختلفة وأساليب إقناع وتواصل مع الجموع باختلاف اتجاهاتهم. يبقى التحدى الكبير هو مدى الثبات الذى يمكن أن تلتزم به هذه الفصائل بالأداء الجديد والصورة الإيجابية لهم بعدما حققوا أهدافا ما كانوا يتوقعونها.. القادم سيجيب عن السؤال.

لكن يظل الموقف الصحيح الآن هو فهم الواقع الجديد والتعامل معه. والهدف الحفاظ على سوريا العربية. وهذا حديث آخر.

إضافة مهمة:

احتل الجيش الإسرائيلى منطقة جبل الشيخ الحدودية والمنطقة العازلة مع سوريا. شهدت سوريا أعنف هجمات إسرائيلية منذ حرب أكتوبر، استهدفت تدمير سلاح الجو ومخازن السلاح الاستراتيجية وسلاح المدرعات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ



GMT 20:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحرب الأوكرانية.. أولوية أميركية

GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية
  مصر اليوم - الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 06:53 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

اعتماد قواعد تسجيل الدراسات العليا في الجامعات المصرية

GMT 17:35 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

شركة "فيات" تشكف عن سيارة عائلية مميزة في 2018

GMT 05:46 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

غوميز تكشف أنّها ستضع صحتها ضمن أولوياتها

GMT 12:40 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

طوني ورد يكشف عن أزياء راقية للمناسبات الصيفية

GMT 06:40 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

المصري يستضيف بتروجت في مواجهة قوية في الدوري

GMT 00:51 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مروة ناجي تدعم الطفلة أشرقت في "ذا فويس كيدز"

GMT 18:51 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نهاية اليوم الأول لفتح باب الترشيح داخل النادي الأهلي

GMT 06:32 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كارداشيان" بإطلالة جريئة خلال حضورها حفلة "الهالوين"

GMT 08:35 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

أن بعض الظن إثم

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 23:28 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى الفقي يعلن أن مصر ستشهد العديد من المبادرات في 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon