توقيت القاهرة المحلي 20:27:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ

  مصر اليوم -

بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ

بقلم : عبد اللطيف المناوي

حالة الفرح الهستيرى التى تسيطر على الأغلبية الساحقة من سوريا، أراضى وسكانًا، تختفى وراءها مشاعر قلق من القادم. وقد تتخطى مستوى القلق إلى حالة الخوف الشديد.

هناك حقائق أساسية حاكمة للوضع الحالى. كما ذكرنا أمس لا أطن أن حاكما قد حاز هذا الموقف، الذى يقترب من الإجماع، على الارتياح والفرح للتخلص منه. هذه حالة نادرة أن يفشل حاكم فى أن يكون له رصيد على الأرض، بعد حكم ابن اقترب من ربع قرن، وحكم أب وابن تجاوز نصف قرن.

فرحة الخلاص تصيب بفقدان الرؤية الصحيحة، وضوضاء الإحساس بالانتصار وزخمه تتضاءل فى ظل أى محاولات لأفكار قلقة. كما قال لى صديق سورى، وهو من العلمانيين، وضد حركات الإسلام السياسى على إطلاقها، يقول «إنهم هم من استطاعوا أن يخلصونا وهذا هو المهم الآن»، ويراهن بمزيج من الأمل والقلق على طبيعة الشعب السورى صاحب الفكر والسلوك العملى والتجارى، تعود على التنوع ومكوناته تاريخيا متنوعة. وبالتالى لن يستطيع التيار الإسلامى أن يتجاوز هذه الحقيقة. لم أرد أن أطفئ فرحة صديقى وأمله بحقيقة تاريخية أن العامل الاجتماعى مهم لكنه ليس حاكما. وأن من يحكم على الأرض هو من يملك القوة والسلاح.

وهذا ينقلنا إلى النقطة الأخرى المهمة. الشعب السورى هو من يحمل كل مشاعر السعادة، لكن لا ننسى أن المنتصرين هم الفصائل ومن معهم وخلفهم. وهم بطبيعة التسمية «فصائل» متعددة، اتفقت على هدف ولكن يظل تاريخها ماثلا ومؤثرا.

والاختلافات بينهم وصلت فى بعض الأحيان إلى حد اتهامات اقتربت من الاتهامات بخطأ الفهم والحياد عن الشريعة، والبعض وصل إلى حد التكفير. التغير الكبير الذى تابعناه هو فى شخصية الجولانى، أحمد الشرع مؤخراً، من صورة وآراء متطرفة إلى صورة وآراء مرنة وعصرية. لكننا لمحنا باقى القوات التابعة، ولم نسمع باقى القيادات، ومن لمحناه فى زوايا الصورة يحمل ملامح الجولانى القديمة قبل أن يهذب ذقنه. السؤال الكبير هنا، ماذا هم فاعلون؟، و«هم» هنا الفصائل وقادتهم.

حتى الآن الممارسات مقبولة ومفاجئة فى انضباطها. ويبدو أن وقتا طويلا قضته الفصائل فى التدريب والاستعداد لموقف السيطرة على المدن. وأيضا يبدو أنهم قضوا وقتا محترما فى تشكيل لغة خطاب مختلفة وأساليب إقناع وتواصل مع الجموع باختلاف اتجاهاتهم. يبقى التحدى الكبير هو مدى الثبات الذى يمكن أن تلتزم به هذه الفصائل بالأداء الجديد والصورة الإيجابية لهم بعدما حققوا أهدافا ما كانوا يتوقعونها.. القادم سيجيب عن السؤال.

لكن يظل الموقف الصحيح الآن هو فهم الواقع الجديد والتعامل معه. والهدف الحفاظ على سوريا العربية. وهذا حديث آخر.

إضافة مهمة:

احتل الجيش الإسرائيلى منطقة جبل الشيخ الحدودية والمنطقة العازلة مع سوريا. شهدت سوريا أعنف هجمات إسرائيلية منذ حرب أكتوبر، استهدفت تدمير سلاح الجو ومخازن السلاح الاستراتيجية وسلاح المدرعات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ بعد أن تنتهى «السكرة» القلق باقٍ



GMT 20:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحرب الأوكرانية.. أولوية أميركية

GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon