توقيت القاهرة المحلي 06:13:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد 300 يوم من «المغامرة المحسوبة»

  مصر اليوم -

بعد 300 يوم من «المغامرة المحسوبة»

بقلم : عبد اللطيف المناوي

لست أنا صاحب تعبير «المغامرة المحسوبة»، لكنه خالد مشعل، أحد القادة البارزين الباقين لحركة حماس، بعد اغتيال إسماعيل هنية منذ يومين فى طهران.

لست أنا صاحب هذا التعبير طبعًا لأننى لا أعتبرها محسوبة على الإطلاق، بل هى مغامرة أو مقامرة على حساب ضحايا بسطاء دفعوا ثمن قرار أتت تبعاته على فوهات آلات عسكرية إسرائيلية متجبرة، ساوت الأرض باليابس.

٣٠٠ يوم مرت على المغامرة المحسوبة، وفق تعبير مشعل، ومَن دفع الثمن هم الفلسطينيون البسطاء من سكان القطاع، والذين وقع منهم أكثر من ١٥٠ ألفًا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو ١٠ آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومُسِنّين، جراء الحصار الرهيب والقصف المستمر الذى لا يرحم أحدًا.

ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية فى حق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف جالانت لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فإن تل أبيب مازالت تقصف القطاع، بل طال قصفها أكثر من مجرد القطاع، ليشمل دولًا أخرى، مثل اليمن وإيران وسوريا ولبنان.

كل هؤلاء دفعوا ثمن المغامرة المحسوبة!.

المصادر الطبية فى غزة أعلنت ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة إلى ٣٩٤٤٥ شهيدًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، و٩١٠٧٣ مصابًا، فضلًا عن اغتيال عدد من القادة، ربما فى مقدمتهم إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، ومحمد الضيف الذى أُعلن عن اغتياله مؤخرًا، وغيرهما من قادة الحركة، فيما استُشهد أكثر من ١٥٥ صحفيًّا وصحفية، وتم تدمير ١٠٠ مقر لمؤسسات صحفية، واعتقال أكثر من ١٠٠ صحفى وصحفية، معظمهم ما زال رهن الاعتقال بسجون الاحتلال.

من بين نتائج ٣٠٠ يوم من المغامرة أيضًا تدمير قطاع غزة بنسبة شبه كاملة، ما يضعه فى الفترة القادمة خارج أى معادلة مقاومة للاحتلال، بل تم وضعه فى إطار معادلة إعادة إعمار، وإعادة النظر فى الحكم!. القطاع أُعيد احتلاله- على الأقل فى فترة الحرب- أما بعدها فهناك بالتأكيد واقع جديد، للأسف الشديد إسرائيل هى ما ستقرره، مع مساحة محدودة من ضغط الوسطاء أو الدول والمنظمات الكبرى، الذين بالتأكيد سيعملون أكثر على مسألة الإعمار والإغاثة، وهى أمور تحتاج إلى قوة مالية خارقة أو وصاية خارجية تكرس عملية الفصل الوطنى الجغرافى وتأجيل إعلان دولة فلسطين.

نتيجة مغامرة ٧ أكتوبر هاجر عشرات الآلاف القطاع، بعد الخراب الذى حل به، ومسألة عودتهم تظل فى علم الغيب، مثل حق عودة الفلسطينيين الذين هجروا منذ ٤٨. نتيجة المغامرة أن سارعت إسرائيل فى تحقيق تقدم كبير نحو مشروعها الكبير فى نسف المعاهدات التى أبرمتها مع الفلسطينيين وصولًا إلى أوسلو، وعززت من وجودها الاستيطانى بما تجاوز حتى توقعات المتشائمين.

هذا ما فعلته المغامرة المحسوبة، فماذا لو كانت غير محسوبة يا أخ «أبوالوليد»؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد 300 يوم من «المغامرة المحسوبة» بعد 300 يوم من «المغامرة المحسوبة»



GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

GMT 14:00 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بلفور وما بعده.. سيناء ومستقبلها!

GMT 13:58 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عنوان الدورى الاستثنائى!

GMT 13:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نزيف البالطو الأبيض

GMT 10:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم التالي

GMT 10:31 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخيط الأميركي

GMT 10:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon