توقيت القاهرة المحلي 22:53:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جيفارا مات.. وكذلك جورباتشوف

  مصر اليوم -

جيفارا مات وكذلك جورباتشوف

بقلم:عبد اللطيف المناوي

عندما مات تشى جيفارا، الثائر اللاتينى الشهير، غنى له الشيخ إمام أغنية «جيفارا مات»، وكانت أشبه بمرثية خاصة لرجل عاش حياته فى مكافحة الاستعمار والفكر الإمبريالى الرأسمالى.

منذ يومين، مات جورباتشوف، فلم يُغنِ له أحد، وحتى لو كان الشيخ إمام بيننا فى الحياة الدنيا أتصور أنه لو غنى له فستكون هجائية لا تقِلّ عن هجائيات «نيكسون بابا» أو حتى هجائيات الشعراء العرب القدامى.

ولكن لماذا؟ السبب قد يكون فى أثر جورباتشوف النهائى. كان «فلاديمير لينين» أول زعماء الاتحاد السوفيتى، وكان «ميخائيل جورباتشوف» آخر الزعماء، بنى لينين وستالين إمبراطورية كبرى كانت تمثل سُدس العالم، وهدم جورباتشوف الإمبراطورية فى سنوات قليلة.

لقد كان جورباتشوف فى سنواته الأولى عاملًا فى مجال الجرارات الزراعية، وفى الجامعة درس القانون، ثم عمل بالسياسة، وسرعان ما ترقى فى المسؤوليات الحزبية ليصبح سكرتير الحزب الأول فى إقليم «ستارفوبول» عام 1970، ونجح فى تحسين مستوى المعيشة الأساسى للعمال، وفى عام 1979 أصبح جورباتشوف أصغر عضو فى المكتب السياسى.

انتُخب كأمين عام للحزب الشيوعى من قبل المكتب السياسى فى 1985، وكان يهدف إلى إحداث تغيير وإصلاح فى الحزب واقتصاد الدولة، من خلال إدخال مفاهيم الانفتاح وإعادة الهيكلة ونشر مفاهيم الديمقراطية والتنمية الاقتصادية. وحاول زيادة كفاءة البيروقراطية السوفيتية، فأدخل العديد من التطورات التقنية التى تهدف لزيادة الإنتاجية وتقليل كمية الهدر، وأثار حملة لمكافحة الكحول.

كما تم انتخابه رئيسًا للاتحاد السوفيتى فى 1988 بنتيجة وصلت لـ59% من أصوات نواب المجلس، وشدد خلال فترة رئاسته على العلاقات الدولية السلمية، فلم يلعب دورًا محوريًا لإنهاء الحرب الباردة فحسب، بل كان له دور أساسى فى تشجيع سقوط جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا، كما تعامل بجدٍّ وحزم مع القضايا الداخلية والإصلاحات الاقتصادية.

لم يكن مريحًا أن يقوم جورباتشوف بمحاولات تأسيس نظم اقتصادية واجتماعية وسياسية جديدة، حتى انتهت سلسلة تغييراته بتفكك الاتحاد السوفيتى، وهو ما أوجد ترحيبًا أمريكيًا كبيرًا نشر فى العالم مصطلحَين غيّرا شكل العالم عما كان من قبل. المصطلحان هما: الجلاسنوست أى المصارحة والشفافية، والبريسترويكا وتعنى إعادة البناء، وكانت النتيجة حدوث خلل وضعف ثم انهيار الاتحاد السوفيتى.

اختفى الرجل من الساحة حتى جاء ظهوره فى أحد الإعلانات التجارية فى العام 1997 للترويج لسلسلة مطاعم «بيتزا هت» الأمريكية بمثابة صدمة كبيرة.. فكيف يقبل الرئيس السابق بالظهور فى إعلان لشركة أمريكية رأسمالية إمبريالية، كما يرونها، ومنتجها الرئيسى (البيتزا) بما تمثله من ثقافة غربية استهلاكية تتعارض مع مبادئ الاشتراكية السوفيتية؟!.

الإعلان لم يكن مجرد دعاية، بل إعلان انتصار الرأسمالية على الاشتراكية. ظهر الرجل العجوز فى الإعلان وهو يصطحب حفيده لتناول البيتزا فى أحد مطاعم الشركة الأمريكية، رمز الإمبريالية الغربية، بما يمثله ذلك من نجاح الغرب فى فرض ثقافته على الجيل الجديد هناك، بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى العام 1991 وفشل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية المتسارعة التى طبقها جورباتشوف.

فى الإعلان أثار وجود الرجل العجوز جدلًا بين رواد المطعم، بعد أن عرفوا أنه رئيسهم السابق، هاجمه أحدهم لتسببه فى انهيار الاتحاد السوفيتى، وأيده آخر متحدثًا عن الحرية وإتاحة الفرص والانفتاح فى العهد الجديد.

وبعد ذلك، تلقى عددًا لا بأس به من عروض التصوير فى الإعلانات التجارية من هذا النوع، وشارك فى عدد منها لكى يكسب المال، وقد كسب المال فعلًا، لكنه خسر الكثير من شعوب الكتلة التى رفضت العالم أحادى القطب، الذى أصبح بعد ١٩٩١ هو أمريكا فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيفارا مات وكذلك جورباتشوف جيفارا مات وكذلك جورباتشوف



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 02:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
  مصر اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 21:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
  مصر اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 07:55 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
  مصر اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 21:27 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح خارج سباق المنافسة على جائزة أفضل لاعب أفريقي

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 06:22 2024 الجمعة ,09 آب / أغسطس

عمرو أديب يحذر من فيلم سبايدر مان الجديد

GMT 11:18 2019 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

اهمية تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مصر

GMT 22:37 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 00:36 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

برشلونة يقسو على إشبيلية وميسي يُسجِّل في الوقت الضائع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon