توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدعم الأعمى

  مصر اليوم -

الدعم الأعمى

بقلم : عبد اللطيف المناوي

كما ذكرت أمس، فإن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن الدولى من أبرز الأدوات الدبلوماسية التى تلجأ إليها واشنطن لتأكيد ما لا يحتاج تأكيدًا من دعم إسرائيل وحمايتها من الإدانة أو فرض العقوبات الدولية.

منذ تأسيس الأمم المتحدة عام ١٩٤٥، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ٤٥ مرة لعرقلة قرارات فى مجلس الأمن تنتقد إسرائيل أو سياساتها، وذلك حتى أواخر عام ٢٠٢٣. يمثل هذا العدد أكثر من نصف مجموع ٨٩ فيتو استخدمتها الولايات المتحدة إجمالًا منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة.

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لأول مرة فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى ١٧ مارس ١٩٧٠. كان هذا الفيتو يتعلق بمشروع قرار بشأن روديسيا، (التى تُعرف الآن بزيمبابوى)، حيث كان القرار يهدف إلى إدانة السياسات البريطانية فى روديسيا وتعزيز العقوبات ضد نظام الأقلية البيضاء هناك. بررت الولايات المتحدة الفيتو بكون العقوبات المقترحة مُبالَغًا فيها وغير فعّالة.

أما أول فيتو أمريكى لصالح إسرائيل، فقد كان فى ١٠ سبتمبر ١٩٧٢، حيث اعترضت الولايات المتحدة على قرار يدين إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية فى سوريا ولبنان خلال فترة النزاعات آنذاك.

هناك نماذج عديدة تُظهر ذلك النهج الأمريكى. فى ٢٠١١ استخدمت الولايات المتحدة الفيتو لمنع قرار يدين النشاط الاستيطانى الإسرائيلى فى الضفة الغربية والقدس الشرقية، رغم أن القرار حظى بدعم جميع أعضاء مجلس الأمن الآخرين، بمن فى ذلك الحلفاء التقليديون لواشنطن.

رفض إدانة مجازر صبرا وشاتيلا ١٩٨٢ من المواقف الصعب تبريرها إنسانيًّا. فى أعقاب المذبحة التى راح ضحيتها مئات الفلسطينيين، عرقلت الولايات المتحدة قرارًا يدين إسرائيل لدورها فى المذبحة. كان الفيتو فى هذا السياق يعكس دعمًا ضمنيًّا للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى لبنان.

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية فى ٢٠٠٤، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار يدين قتل إسرائيل القيادى الفلسطينى الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس. كما اعترضت على قرارات تدين أفعال إسرائيل، بدعوى أن هذه القرارات غير متوازنة.

وفى ٢٠١٧ استخدمت واشنطن الفيتو لمنع قرار يدين اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.. جاء هذا القرار وسط إجماع دولى واسع على معارضة الموقف الأمريكى. فى العديد من المناسبات، كان الفيتو الأمريكى هو الصوت الوحيد المعارض داخل مجلس الأمن. على سبيل المثال، فى عام ٢٠١١، صوتت الولايات المتحدة منفردة ضد قرار يدين الاستيطان، فى حين دعمت جميع الدول الأخرى القرار. وفى عام ١٩٨٢، استخدمت الفيتو لإجهاض قرار يدين إسرائيل على قصفها لمفاعل نووى عراقى، رغم الدعم الساحق من أعضاء المجلس الآخرين. هذا النمط يعكس ازدواجية فى المعايير، حيث يتم دعم قرارات صارمة تجاه دول أخرى، بينما تُمنح إسرائيل حماية غير مشروطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدعم الأعمى الدعم الأعمى



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 00:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر لكل مؤسسات الدولة اللبنانية

GMT 13:42 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أغنى قطة في العالم تمتلك ثروة تفوق ضعف ثروة توم هولاند

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 16:54 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بنزيما يرشح كاسيميرو وعوار وفقير للانضمام لـ اتحاد جدة

GMT 23:51 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

شركة آسوس تطلق هاتفها الذكي Zenfone 6 الجديد

GMT 12:48 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

نقل سولاف فواخرجي للمستشفى بعد حادث أليم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon