توقيت القاهرة المحلي 06:10:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إزالة» طه حسين!

  مصر اليوم -

«إزالة» طه حسين

بقلم:عبد اللطيف المناوي

بخط ردىء لشخص يبدو أنه لم يُكمل تعليمه، وبلون مقبض ظهرت كلمة «إزالة» على جدران مقبرة عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، والتى تقع فى منطقة التونسى بحى الخليفة جنوب القاهرة.

غنى عن الذكر أن طه حسين هو أحد أهم الرموز المصرية فى الثقافة العالمية، وأحد الذين تربينا على أفكارهم وصوتهم وصورهم وقصص تحديهم لواقعهم ليغيروه إلى الأفضل.

ولكن يبدو أن المسؤولين الثمانية، الذين قادوا حملة وضع العلامة «x»، وبعدها بأسابيع كلمة «إزالة»، إما لم يتعلموا أو لم يفهموا مما تعلموه أو لا يعرفون قيمة وقدر الرجل. وقد يكونون هم مظلومين إزاء هذا الموقف لأنهم ينفذون أمرًا صدر ممن لا يعلم أن تحدى ثقافة الشعوب ليس أسلم الطرق لإدارة هذه الشعوب.

للموت فى الثقافة المصرية تقديس خاص، والمقابر بالتالى ظلت لها مكانة شديدة الخصوصية فى الثقافة الشعبية المصرية عبر العصور. جاءت الأديان المختلفة إلى مصر وعاشت فيها وازدهرت لأنها تكيفت مع تلك الثقافة ولم تتحداها. وجزء يسير من هذا التكيف أن ثقافة الموت والقبور ظلت عبر التاريخ دون اختلافات كثيرة فى طقوس الموت عند المصريين القدماء عما هى عليه اليوم.

هنا أتحدث عن الثقافة الشعبية العامة فيما يتعلق بالقبور، فما بالك عندما يكون هذا القبر ذا بُعد تاريخى وثقافى بسبب صاحبه. هذا يفسر حالة الغضب التى تنتاب الرأى العام، الذى امتلك ذاتيًّا منفذًا للتنفيس وللتعبير عن نفسه عبر السوشيال ميديا، كلما قرأ خبرًا جديدًا عن إزالة مقابر لعمليات إنشاء أو توسعة لطرق ومحاور جديدة. الناس تريد تسهيل حياتها بهذه الإنشاءات والتوسعات، ولكنهم أيضًا، وبنفس قوة الرغبة، يريدون احترام ثقافتهم التى عاشوا بها.

وهنا على مَن يدير أن يبحث عن نقطة التوازن، وأن يحترم الرأى العام، فيخاطبه ويشاوره، ويشرح أسباب ما يتخذ من قرارات بفهم وتقدير للثقافة الشعبية العامة. أما أن يكون الوضع هو جهة تنفى وجهة تصمت وأخرى تقول: «لا أعلم»، فهذا أمر تغيب عنه الحكمة، ويناقض أولويات وأصول التواصل مع الرأى العام.

صحيح أنه تمت، أمس، إزالة حرف «x» وكلمة «إزالة»، وتبعها بيان من محافظة القاهرة بأنه «لا صحة لما يتم تداوله..»، وهو فيما يبدو استجابة «غير معلنة» لرد الفعل الغاضب. وبالمناسبة التواضع بالإعلان عن الخطأ ليس عيبًا.

الجزء الباقى للأمم فى التاريخ هو حضارتها، ووظيفة كل جيل أن يعمل للحفاظ على استمرار هذه الحضارة والبناء عليها. وثقافة الشعوب هى وقود هذه الحضارة. تحديها أو عدم الاعتداد بها ليس من الحكمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إزالة» طه حسين «إزالة» طه حسين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon