توقيت القاهرة المحلي 18:05:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إزالة» طه حسين!

  مصر اليوم -

«إزالة» طه حسين

بقلم:عبد اللطيف المناوي

بخط ردىء لشخص يبدو أنه لم يُكمل تعليمه، وبلون مقبض ظهرت كلمة «إزالة» على جدران مقبرة عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، والتى تقع فى منطقة التونسى بحى الخليفة جنوب القاهرة.

غنى عن الذكر أن طه حسين هو أحد أهم الرموز المصرية فى الثقافة العالمية، وأحد الذين تربينا على أفكارهم وصوتهم وصورهم وقصص تحديهم لواقعهم ليغيروه إلى الأفضل.

ولكن يبدو أن المسؤولين الثمانية، الذين قادوا حملة وضع العلامة «x»، وبعدها بأسابيع كلمة «إزالة»، إما لم يتعلموا أو لم يفهموا مما تعلموه أو لا يعرفون قيمة وقدر الرجل. وقد يكونون هم مظلومين إزاء هذا الموقف لأنهم ينفذون أمرًا صدر ممن لا يعلم أن تحدى ثقافة الشعوب ليس أسلم الطرق لإدارة هذه الشعوب.

للموت فى الثقافة المصرية تقديس خاص، والمقابر بالتالى ظلت لها مكانة شديدة الخصوصية فى الثقافة الشعبية المصرية عبر العصور. جاءت الأديان المختلفة إلى مصر وعاشت فيها وازدهرت لأنها تكيفت مع تلك الثقافة ولم تتحداها. وجزء يسير من هذا التكيف أن ثقافة الموت والقبور ظلت عبر التاريخ دون اختلافات كثيرة فى طقوس الموت عند المصريين القدماء عما هى عليه اليوم.

هنا أتحدث عن الثقافة الشعبية العامة فيما يتعلق بالقبور، فما بالك عندما يكون هذا القبر ذا بُعد تاريخى وثقافى بسبب صاحبه. هذا يفسر حالة الغضب التى تنتاب الرأى العام، الذى امتلك ذاتيًّا منفذًا للتنفيس وللتعبير عن نفسه عبر السوشيال ميديا، كلما قرأ خبرًا جديدًا عن إزالة مقابر لعمليات إنشاء أو توسعة لطرق ومحاور جديدة. الناس تريد تسهيل حياتها بهذه الإنشاءات والتوسعات، ولكنهم أيضًا، وبنفس قوة الرغبة، يريدون احترام ثقافتهم التى عاشوا بها.

وهنا على مَن يدير أن يبحث عن نقطة التوازن، وأن يحترم الرأى العام، فيخاطبه ويشاوره، ويشرح أسباب ما يتخذ من قرارات بفهم وتقدير للثقافة الشعبية العامة. أما أن يكون الوضع هو جهة تنفى وجهة تصمت وأخرى تقول: «لا أعلم»، فهذا أمر تغيب عنه الحكمة، ويناقض أولويات وأصول التواصل مع الرأى العام.

صحيح أنه تمت، أمس، إزالة حرف «x» وكلمة «إزالة»، وتبعها بيان من محافظة القاهرة بأنه «لا صحة لما يتم تداوله..»، وهو فيما يبدو استجابة «غير معلنة» لرد الفعل الغاضب. وبالمناسبة التواضع بالإعلان عن الخطأ ليس عيبًا.

الجزء الباقى للأمم فى التاريخ هو حضارتها، ووظيفة كل جيل أن يعمل للحفاظ على استمرار هذه الحضارة والبناء عليها. وثقافة الشعوب هى وقود هذه الحضارة. تحديها أو عدم الاعتداد بها ليس من الحكمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إزالة» طه حسين «إزالة» طه حسين



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:39 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي
  مصر اليوم - الفلفل الحار يساهم في تخفيف الوزن ودعم التمثيل الغذائي

GMT 14:06 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يتألق في الأهرامات بحضور نجوم الفن
  مصر اليوم - حسين الجسمي يتألق في الأهرامات بحضور نجوم الفن

GMT 05:51 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تطلق نسخة جديدة من "جلاكسي فولد" القابل للطي

GMT 11:37 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات قاتلة طفليها في محافظة الدقهلية

GMT 21:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل وفاة 35 معتمرًا وإصابة 4 إثر حادث "مكة"

GMT 00:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تنتظر استدعاء النيابة بشأن الفيديو الإباحي

GMT 09:30 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن سلمان يلتقط صور"سلفي" في "الفورميلا أي"

GMT 07:39 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"جزر السيشل" في المحيط الهندي جنة لعشاق الطبيعة

GMT 19:26 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 20:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المطربة ساندي تتعرض للإصابة خلال تصوير "عيش حياتك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon