توقيت القاهرة المحلي 17:42:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدوامة

  مصر اليوم -

الدوامة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

«الدوامة» كان مسلسلًا شهيرًا مأخوذًا عن رواية شهيرة للأديب الكبير عبدالمنعم الصاوى، لا أدرى لماذا تذكرتها عندما حاولت استطلاع كيف يكون الشرق الأوسط فى اليوم التالى لحرب غزة، إن كان للقطاع يومٌ تالٍ.

الشرق الأوسط حقيقة دخل فى دوامة جديدة من الفوضى بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. إذ يبدو أن المنطقة تقف عند مفترق طرق بين فرص تحول استراتيجى أو مزيد من عدم الاستقرار، لاسيما مع اقتراب عهد جديد فى البيت الأبيض إن كان مع ترامب أو هاريس.

كانت إدارة بايدن، التى تعيش أيامها الأخيرة، ترى أن المنطقة تسير نحو سلام مستدام مع اقتراب اتفاق تطبيع بين قوى إقليمية خليجية وإسرائيل. ولكن ما حدث فى السابع من أكتوبر غيّر المعادلة بشكل حاد، ما دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إعادة النظر فى استراتيجياتهما.

بعد عام على هذا الهجوم باتت المعادلة مختلفة تمامًا. فـ«حماس» لم تعد تشكل تهديدًا عسكريًا كبيرًا، بعد أن سعت إسرائيل لذلك. بالإضافة إلى اغتيال أغلب الصف الأول من قيادات «حزب الله». ولكن رغم هذه الانتصارات العسكرية، لاتزال المنطقة تعانى من خطر التصعيد، وهو ما يعكس حقيقة معقدة، وهى أنه مهما سعت إسرائيل للقضاء على المقاومة، لكن من الضرورة أن يكون هناك اتفاق سلام.

هنا يأتى دور الولايات المتحدة فى تحويل ما يحدث فى المنطقة إلى اتفاق. ولكن التحدى الأكبر يكمن فى كيفية التوفيق بين كل القوى المتصارعة.

بعض التقارير الغربية تتحدث عن ضرورة منع «حماس» من العودة إلى الحكم فى غزة، ولكن لايزال الكثير من الأسئلة حول مستقبل القطاع بعد الحرب بدون إجابة واضحة.

فى ظل هذه التطورات، يظهر التحدى الأكبر لإدارة بايدن أو أى إدارة أمريكية مقبلة، وهو كيفية التعامل مع هذه الأزمات المعقدة والمتشابكة دون الإضرار بالمصالح الاستراتيجية الأكبر، مثل الحفاظ على الاستقرار فى الشرق الأوسط، ومواجهة تهديد الصين وروسيا على الساحة العالمية.

ومن هذا المنطلق، فإن الفرصة الآن تكمن فى إعادة رسم خريطة التوازنات فى المنطقة. وتحديدًا أن تكون للبنان كلمة قوية لإعادة سيطرة الدولة على أراضيها، فضلًا عن ضرورة أن تسعى معظم الدول المخترقة من إيران لكى تتخلص من هذه الوصاية، وأن تكون صاحبة قرار.

يجب أيضًا إنهاء أفكار ما تتصوره قوى المقاومة المغامرات المحسوبة، والتى كانت سببًا مباشرًا لما يحدث فى غزة، بل وفى المنطقة كاملة.

أمريكا عليها دور، والقوى الإقليمية الكبرى فى المنطقة عليها دور. وسوف ننتظر الأيام التالية للحرب ماذا ستسفر. هل دوامة جديدة، أم انفراجة واتفاق ينهى دائرة الصراع؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدوامة الدوامة



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon