توقيت القاهرة المحلي 02:34:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحوثيون أو اليمن!

  مصر اليوم -

الحوثيون أو اليمن

بقلم : عبد اللطيف المناوي

فى البداية أردت من العنوان أن أفصل بين الحوثيين، تلك الجماعة المسلحة التى لا يخفى على أحد مصادر تمويلها وداعموها السياسيون والعسكريون، وبين اليمن، هذا البلد السعيد، الذى صار تعيسًا بفعل الأزمات المتلاحقة والحروب التى أفسدت كل ما هو سعيد فيه.

وهذا الفصل لأن قناعتى الراسخة هى أن مصلحة الحوثيين وبقاءهم شىء، ومصلحة اليمن واستقراره شىء آخر، وأن هناك تعارضًا واضحًا بين الاثنتين. وهذا التعارض وضح تمامًا فى اليومين الماضيين، حيث تتجه أحداث الحرب فى اليمن إلى منحى جديد أشد مأساوية مما سبق.

التطورات الأخيرة شهدت وصول مسيرة حوثية إلى تل أبيب، للمرة الأولى، بعد أكثر من نحو ٢٠٠ هجوم حوثى استخدمت فيها الجماعة صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، تم إسقاطها جميعًا بفضل التدخل الإسرائيلى والأمريكى. المسيرة اليتيمة، التى وصلت تل أبيب، أسفرت عن مقتل شخص إسرائيلى، ولكن الأزمة ليست هنا، الأزمة فيما بعد.

فقد شنت إسرائيل ضربة واسعة النطاق على ميناء الحديدة اليمنى باستخدام ما يقرب من ٢٠ طائرة F-١٦ وF-٣٥، فى عملية أطلقوا عليها اسم «اليد الطويلة»، فى عملية انتقامية لا يختلف أحد على توقعها، فماذا تنتظر من إسرائيل تحت قيادة نتنياهو، الذى يريد الحفاظ على رأسه وسمعته حاليًا، سوى الانتقام من أى ضربة، حتى لو كانت ضحيتها خدشًا فى يد مواطن!.

إسرائيل شنت غاراتها، وكانت النتيجة هى حرائق فى ميناء الحديدة، لم يتم إطفاؤها حتى وقت كتابة هذه السطور. صار المئات من أبناء اليمن مستهدفين من طائرات إسرائيل، كل هذا بسبب مسيرة واحدة اختفى مُطلقوها عن المشهد!.

ما حدث مع اختفاء الحوثيين ربما يحدث بشكل يومى فى اليمن، فقد احترقت مدن بأكملها، وسقط الآلاف من القتلى خلال السنوات الماضية، وتلاشت مظاهر الحياة تمامًا، بينما يختبئ قادة الحوثيين، ويغلقون هواتفهم خوفًا من الاستهداف.

لم تكن الخسائر المادية لإسرائيل سوى مؤقتة وقليلة، ويتم تعويضها بسرعة، ما يبرز عجز الحوثيين عن تحقيق تأثير حقيقى يؤثر فى الأمن الإسرائيلى، إذ لم يقتلوا جنديًّا إسرائيليًّا خلال تسعة أشهر من النزاع.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك مَن يبارك للهجمات الحوثية، ويصفها بالشجاعة، دون أن يدرك أن هذه الأعمال تتسم بالغطرسة والكذب، ولا تترك تأثيرًا إيجابيًّا يُذكر.

فى ظل هذه التطورات الخطيرة، يبقى السؤال المحورى هو: هل يمكن للحوثيين تحقيق أى تغيير حقيقى فى الواقع الإقليمى، أم أنهم مجرد جماعة تسعى للفت الانتباه بأساليب خطيرة؟.

سؤال مهم كان يجب أن نطرحه منذ زمن، إلا أن هجوم حماس فى السابع من أكتوبر وتبعاته جاء ليطرحه بقوة، هل هذه الجماعات هى مَن تستطيع التأثير فى الوضع الإقليمى؟. السؤال سيظل مطروحًا، مادام آخرون يدفعون الثمن!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون أو اليمن الحوثيون أو اليمن



GMT 10:04 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الجزيرة وأماليا

GMT 10:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

أميركا بين نظرتين

GMT 10:00 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

العبودي... والعميل السرّي (حمَد)!

GMT 09:57 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

ما قبل الصناديق

GMT 09:55 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

الظهور المبللة

GMT 08:55 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

قل غير متزوجة ولا تقل «عانس»

GMT 08:51 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

لولا فُسحةُ الأمل

GMT 08:49 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

العقل والمصلحة فى تعميق مساحات الاتفاق

النجمات العرب يتألقن أثناء مشاركتهن في فعاليات مهرجان فينيسيا

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - أشهر الجزر السياحية في فينيسيا لقضاء عطلة ممتعة
  مصر اليوم - إستخدام اللون الفيروزي في ديكور المنزل المودرن

GMT 10:54 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

فوائد القمح " النخالة" للأطفال في الوقاية من الربو

GMT 06:48 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف خطورة السجائر الإلكترونية

GMT 11:53 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عطر CH Men Privé"" الرجالي حكاية عن الجاذبية التي لا تٌقاوم

GMT 09:36 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سيارة "بورش 911 كاريرا كوبية" تحت المجهر

GMT 04:46 2021 الأحد ,20 حزيران / يونيو

أفضل 5 مدربين في الدوري الإنجليزي هذا الموسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon