توقيت القاهرة المحلي 18:48:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرد الإسرائيلي

  مصر اليوم -

الرد الإسرائيلي

بقلم : عبد اللطيف المناوي

بعد عملية اغتيال زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، فى إيران، تأخر الرد الإيرانى على إسرائيل. وخرج عدد من زعماء المعسكر الطهرانى، سواء كانوا من العرب أو من الإيرانيين ليؤكدوا أن هذا التأخير هو جزء من العقاب!.

الآن وبعد أن طالت بعض الصواريخ والمسيّرات الإيرانية العمق الإسرائيلى، وضربت قواعد عسكرية ومطارات حربية ومصانع للأسلحة، تأخر الرد الإسرائيلى، رغم توقع حدوثه من لحظة لأخرى، لتخرج مصادر من تل أبيب تؤكد أن التأخير فى الرد ليس مجرد حرب نفسية أو محاولة لشد الأعصاب، بل هو مرتبط بأسباب موضوعية تتعلق بالتحضير الدقيق للضربة، وتحديد أهدافها، بالإضافة إلى حسابات دولية وإقليمية معقدة، لكنهم شددوا على أن الضربة آتية لا محالة.

أظن أن إسرائيل تدرك جيدًا أن ضرب إيران فى هذا الوقت، ضربة واسعة أو موجعة، سيفتح النار على المنطقة بشكل كامل. وأن تل أبيب نفسها ستتضرر بشدة جراء هذه الضربة.

خبراء الشؤون الأمنية والاستراتيجية يقولون يوميًّا إن إسرائيل من الممكن أن تستهدف منشآت نووية إيرانية، وهذا قد يتسبب فى كارثة بيئية نتيجة تسرب إشعاعات نووية، فى حين أن نجاحًا جزئيًّا يعنى فشل الضربة.

الردود المحسوبة التى تنتهجها الدولتان خلال الفترة الماضية، ربما تخرج عن السيطرة، بعد تأكيدات المصادر الإسرائيلية أن الضربة ستكون موجعة. لقد أرسلت إيران عبر الوسطاء رسالة إلى تل أبيب مفادها أنها ستتجاوز ضربة خفيفة بعيدة عن المنشآت النووية والنفطية، مثلما كان الاتفاق الخفى الضمنى بين الدولتين، لكن إسرائيل عدّت هذه الرسالة دليل ضعف لإيران، لتهدد بضربة قاصمة.

أظن كذلك أن الولايات المتحدة لها دور كبير فى تأخر الرد. حيث تسعى لإقناع إسرائيل بأن يكون الرد فى نطاق الردود المحسوبة، لكن فى الحقيقة لا أحد على وجه الكرة الأرضية يستطيع فى هذا الوقت تحديد ما قد يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، بعد أن تعدى نظريًا وعمليًا العديد من الخطوط الحمراء!.

التقارير تشير إلى أن الداخل الإسرائيلى فى حيرة من أمره. قبل السابع من أكتوبر كان هناك معسكر مناهض لنتنياهو، وبعد السابع من أكتوبر اصطف خلف نتنياهو، إلا أن طول أمد الحرب بدأ يعقّد الحسابات، ولكن مع كل تهديد فإنه يكون أقرب إلى الاصطفاف خلف نتنياهو، ولكنه بالتأكيد يخشى حربًا شاملة، لا يستطيع خلالها معرفة مصيره.

الأمر فى الداخل الإيرانى لا يختلف كثيرًا عن الداخل فى إسرائيل. إلا أنه خلال الفترة الأخيرة طالب البعض بتعزيز قوة الردع الإيرانى ضد إسرائيل. لكن بالتأكيد الحالة الاقتصادية والاجتماعية فى طهران تدفع الناس إلى الخوف من حرب إقليمية، لا يحمد عقباها، لا سيما مع حصار غربى متزايد!.

الوضع حقيقة صعب، ولا أحد يستطيع التكهن بما سيحدث خلال الأيام المقبلة، لكن ما هو مؤكد أن الفلسطينيين واللبنانيين هم من يدفعون ثمن هذا الصراع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرد الإسرائيلي الرد الإسرائيلي



GMT 14:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 14:22 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 10:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 10:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 10:40 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 10:38 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 10:37 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 10:35 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

«ترمومتر» الوطنية!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon