توقيت القاهرة المحلي 21:21:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأونروا.. الإرهابية!

  مصر اليوم -

الأونروا الإرهابية

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أحيانا تنقلب المأساة إلى ملهاة. وينقلب الحزن إلى ضحك، ولكنه «ضحك كالبكاء».

هذا ما شعرت به تمامًا عندما خرج علينا الكنيست الإسرائيلى بخبر موافقته المبدئية على مشروع قانون يصنّف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كمنظمة إرهابية، ويقترح قطع العلاقات معها!.

أى إنسان عاقل يسمع هذا الخبر ربما يشعر ذات الشعور، ويتحول ضيقه إلى سخرية. والحقيقة أن جميع الأخبار الواردة بخصوص الوكالة وتعاملها مع تل أبيب هى ساخرة للغاية. تخيل عزيزى القارئ أن إسرائيل احتجزت فى فبراير الماضى مساعدات قادمة إلى غزة تكفى مليون مواطن، وكانت الأونروا هى من أذاعت الخبر! تخيل أن الوكالة أيضًا وعلى لسان أحد قادتها صرح للإعلام بأنهم أبلغوا إسرائيل بمكان مستشفى، حتى لا يقصفونه، فقصفته القوات الإسرائيلية بشكل معتاد!.

المأساة إذن تحولت بالفعل إلى ملهاة، فهذا التصويت الذى أجرته الحكومة الإسرائيلية هو أحدث خطوة فى الحملة الإسرائيلية على الوكالة، التى يتهمها القادة الإسرائيليون بالتعاون مع حركة حماس فى غزة.

الخدمة الإعلامية فى الكنيست قالت إن مشروع القانون سيُعاد إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لإجراء مزيد من المداولات، ونُقل عن راعية مشروع القانون يوليا ما لينوفسكى وصفها لـ«الأونروا» بأنها «طابور خامس داخل إسرائيل»!

هذه أيضًا فصول الملهاة الإسرائيلية، التى لا يبدو أن هناك وقتًا لإنهائها.

«الأونروا» لمن لا يعرفها، هى منظمة تقدم خدمات التعليم والرعاية الصحية والمساعدات لملايين الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، ولطالما كانت علاقاتها متوترة جدًا مع إسرائيل، لكنها تدهورت بشكل حاد منذ بدء الحرب فى غزة. وقد استطاعت الآلة الإعلامية والدعائية والسياسية لتل أبيب أن تؤثر على عدد من الدولة المانحة للأونروا، فجعلتها تتوقف عن التمويل، إلا أن العديد من تلك الدول تراجع عن قراره، بما فى ذلك بريطانيا.

وأظن أن استئناف الدول دعم الأونروا هو جزء من فهم أوسع لما تقوم به إسرائيل من تشويه للمنظمة، لا لشىء إلا لأنها تقدم دعمًا إنسانيًا لمئات الآلاف من الفلسطينيين، حيث قالت تل أبيب إن مئات من موظفى الأونروا أعضاء فى جماعات إرهابية، لكنها كالعادة لم تقدم أية أدلة لما تقوله.

ومنذ خرج خبر دعوة إسرائيل لتصنيف الأونروا كمنظمة إرهابية، تباينت الآراء، بين ساخر من الدعوة أو بالأحرى مشروع القرار، وبين أطراف تعاملت بجدية معه مثل منظمة التحرير الفلسطينية مثلًا التى دعت المجتمع الدولى إلى مقاومة محاولات حل الوكالة، حتى تستمر بدورها الإنسانى والأخلاقى تجاه شعب هو ضحية الاحتلال الإسرائيلى، وضحية حرب إبادة تشنها الآلة العسكرية لنتنياهو، حاصدة معها أرواح عشرات الآلاف من الشهداء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأونروا الإرهابية الأونروا الإرهابية



GMT 10:10 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

وحدة الساحات

GMT 10:08 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

لبنان... نتنياهو أخطر من شارون

GMT 10:05 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الأردن و«الإخوان»... «حكي القرايا وحكي السرايا»

GMT 09:59 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أوسلو... من الازدهار إلى الانهيار

GMT 09:57 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إيران ــ أميركا ــ أوروبا وإدارة الصراع

GMT 09:55 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

«الكلمة نور وبعض الكلمات قبور»

GMT 09:53 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

رؤية عربية للمتغير الرئاسي الأميركي

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon