توقيت القاهرة المحلي 19:56:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا.. محاولة للتفكيك والفهم (١)

  مصر اليوم -

سوريا محاولة للتفكيك والفهم ١

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تتسارع الأحداث فى سوريا بشكل مفاجئ وسريع، وأيضًا عسير على الفهم. حاولت فى الأيام الماضية أن أفهم معكم ماذا يحدث، ولا أدرى مَن سيسبق مَن، أن نفهم أم أن ينهار الوضع هناك تمامًا؟.

أبومحمد الجولانى، من قيادات القاعدة سابقًا، ثم من قيادات داعش سابقًا أيضًا، زعيم هيئة تحرير الشام، حتى الآن، ظهر أمس على CNN متحدثًا ومنظرًا ومطمئنًا للعالم. «ما بعد حمص لن يكون كقبلها»، هكذا وجّه رسالته. المزاج الأمريكى وحتى الإسرائيلى يقدم بأسلوب مختلف أبومحمد الجولانى، زعيم هيئة تحرير الشام، والذى يعتقدون أنه زعيم تحالف الفصائل المسلحة. صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عرضت صورة مكبرة له، وتحتها عنوان: أسوأ كوابيس الأسد. وقالت: «أصبح شمال غرب سوريا الآن خارج سيطرة الرئيس السورى تمامًا، ويرجع ذلك فى الغالب إلى التحالف السنى المعروف باسم هيئة تحرير الشام، وهى منظمة سلفية جهادية تترأسها شخصية مراوغة، قطعت الاتصال مع كل من داعش والقاعدة».

فى الأيام السابقة بدأت أطراف غربية تتحدث عن أهمية التوصل إلى حلول سياسية مع جماعات كانت تعتبرها حتى وقت قصير إرهابية، وتوقفت عن وصفها بالإرهابية، وأصبحت فصائل المعارضة المسلحة. وفى نفس الوقت ترسل الفصائل «المسلحة» رسائل لا تتمسك فيها بالعمليات العسكرية إلى النهاية، بل إلى حين قبول حكومة الأسد الانخراط فى عملية سياسية. وهذا أسلوب تتسم به «المعارضة» وليس من أساليب الميليشيات والجماعات الجهادية.

فى ٢٩ يونيو ٢٠١٤ ظهر أبوبكر البغدادى خطيبًا فى الناس بمسجد النورى بمحافظة الموصل العراقية، معلنًا قيام دولة داعش. وفى ٢٩ نوفمبر الماضى، بعد أكثر من عشر سنوات، ظهر أبومحمد الجولانى أمام قلعة حلب التاريخية بعد السيطرة على محافظة حلب، بزى غربى مرتديًا بنطلونًا وقميصًا، معلنًا السيطرة على حلب، صورة أرادها مختلفة. كان هناك ظهور آخر لـ«الجولانى»، ممسكًا بهاتفه المحمول، ويكتب تغريدة، مخاطبًا فيها العالم، وكأنه يريد أن يقول إننى على تواصل مع العالم. ثم أصدر بيانًا يُطمئن فيه سفارات الدول الأجنبية، والأقليات الموجودة فى المناطق التى سماها «المُحرَّرة»، وطمأن هذه الأقليات فى المحافظات التى لم تُحرر بعد، حسبما وصفها. ووقّع بياناته باسمه الحقيقى، أحمد الشرع، وليس «أبومحمد الجولانى»، وكأنه يعلن عن ميلاد جديد له.

لعل دعوته إلى حل هيئة تحرير الشام هى الفكرة الأهم والأخطر لفهم شخصيته، واستيضاح خلفياتها، التى تبدو مختلفة بطبيعة الحال عن أبوبكر البغدادى وأيمن الظواهرى ومن قبل أسامة بن لادن وغيرهم من قيادات الحركة الجهادية.

شخصية الجولانى شخصية براجماتية، تتمتع بذكاء شديد، هو الأطول عمرًا بين قيادات الحركة الجهادية التى كان جزءًا منها ومازال رغم محاولاته التنصل. وليس معروفًا بعد ما إذا كان المحركون للأحداث سينسون علاقاته مع داعش والقاعدة، وأنه كان موفدًا لـ«أبوعمر البغدادى»، أمير تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، ثم لـ«أبوبكر البغدادى»، وبعد ذلك أيمن الظواهرى ومن قبل أسامة بن لادن قبل أن يُقتل الأخير أم لا، وهل سينجح فى أن يتكيف مع الظروف الدولية أم لا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا محاولة للتفكيك والفهم ١ سوريا محاولة للتفكيك والفهم ١



GMT 08:57 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل وصلت دمشق متلازمة 1979؟

GMT 08:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

جهتا العقل والقلب

GMT 08:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... ولحظة سقوط الجدار

GMT 08:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مع حسّان ياسين والحُكم الرشيد

GMT 08:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

«زوبعة» اجتياح الخرطوم!

GMT 08:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أین توجد مقبرة الملكة نفرتیتي؟

GMT 08:50 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا بحكومتين والثالثة في الطريق

GMT 08:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
  مصر اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
  مصر اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:56 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
  مصر اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 17:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم
  مصر اليوم - نانسي عجرم تستكمل أغانيها مع الراحل محمد رحيم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي في الدوري الإنكليزي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 20:06 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فيلكس يتمنى تدريب فرق الناشئين في النادي الأهلي

GMT 11:03 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل الكيك بالبرتقال هشة وناجحة من أول مرة

GMT 23:57 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"كاف" يُحدِّد أجمل أهداف آخر جولتين في تصفيات كأس أمم أفريقيا

GMT 18:40 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

"اسبانيول" يحطم صخرة الأمل لـ"ريال مدريد" الثلاثاء

GMT 05:02 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق توظيف "الدهان اللامع" في الديكور

GMT 00:25 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

استغلال الإضاءة لتحديد المساحة يعزز قيمة الديكور

GMT 12:19 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيكة الشيكولاته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon