توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعادة النظر فى الإظلام

  مصر اليوم -

إعادة النظر فى الإظلام

بقلم:عبد اللطيف المناوي

انتشرت على كثير من صفحات السوشيال ميديا صباح اليوم صورة حزينة لميدان التحرير ليلًَا وهو مظلم، وذلك فى إطار خطة الحكومة لتخفيض إنارة الشوارع والمحاور الرئيسية. وهو أحد المعالم التى تألقت مؤخرًا فى العاصمة المصرية بعد أن تمت إضاءته فى شكل جمالى متحضر.

الصورة حقيقية بالتأكيد، وفقًا لتأكيدات رئيس الوزراء بأن الحكومة بدأت بالفعل فى تطبيق الأمر، فأوقفت (مثلما قال فى تصريحاته) الإنارة الخاصة بميدان التحرير، وكذا بعض المبانى العامة، وقد شدد بيان الحكومة على أنه بدءًا من مطلع الأسبوع المقبل سيكون التطبيق الكامل والفعلى لخطة ترشيد استهلاك الكهرباء.

وقبل التطبيق الفعلى المنتظر أرى من جانبى أن نناقش الحكومة فى بعض الأمور الخاصة بخطتها الترشيدية، أولًا: إن مسألة تخفيض استهلاك الغاز ليست مصرية، بل بدأ العديد من بلدان العالم، وأولها ألمانيا، تطبيق خططها لتخفيض استهلاكها من الغاز، نظرًا لقلة الإمدادات المصدرة إليها وإلى بلدان أوروبا من روسيا، بعد العقوبات التى فرضها الغرب، وبالتالى اتباع موسكو سياسة عقابية بتقليل إمداداتها من الغاز عبر كثير من أنابيب التصدير.

ثانيًا: أوافق جدًّا على الترشيد فى الأطر المتبعة ولكن مع ضرورة تطبيق سياسة سعرية جديدة فى تصديره، وذلك لتعظيم الاستفادة من الغاز. وقد كان «حرقه» لإنتاج الكهرباء مقبولًا فى مرحلة ما لكن كان مهمًّا البحث عن بدائل طوال الفترة الماضية أقلها التوسع فى استخدام المازوت، وهو ما حدث مؤخرًا، ورفع كفاءة المحطات القديمة. تتم محاسبة وزارة الكهرباء على سعر الغاز بعُشر سعره فى السوق العالمية، وبالتالى فإن ما يحدث هو حرق للغاز، ويجب الالتفات إلى البدائل.

ثالثًا: أوافق جدًّا على مشروع ترشيد الاستهلاك وإظلام الشوارع، ولكن مع الأخذ فى الاعتبار أهمية بعض المناطق الجاذبة للسائحين، ومنها بالمناسبة ميدان التحرير الذى أظلم ليلة أمس. وأعتقد أن مثل هذه الصورة سوف تضر السياحة بشكل كبير، لا سيما السياحة العربية، والتى أرى ويرى القاصى والدانى حاليًّا أنها فى حالة رواج كبير لم نشهدها فى السنوات السابقة، وللأسف إن بعض أصدقائى من الدول العربية أرسل ليسألنى عن الصورة المتداولة، وكيف كان رد فعلها سلبيًّا للغاية على خططهم السياحية فى مصر. السائح العربى هو من يدفع أكثر فى الخدمات السياحية المباشرة وغير المباشرة. والقاهرة له هى المدينة التى لا تنام، إذًا سهر المدينة وإضاءتها وفتح المجال لبعض الأنشطة التجارية شكل من أشكال الاستثمار فى صورة مصر سياحيًّا. لذلك قد يكون من المناسب مراجعة هذا الجزء من القرار، وهو إظلام الميادين الرئيسية وإغلاق المولات والمطاعم وأماكن الجذب السياحى الحادية عشرة مساءً؛ لأننا بذلك نشطب بأيدينا جزءًا مهمًّا من السياحة العربية.

رابعًا: أوافق تمامًا على ما قاله رئيس الوزراء من أنه يريد أن يشعر المواطن بحجم الأزمة الكبيرة، التى يعانى منها العالم أجمع، وكذلك مطالبته المواطنين بالتعاون مع الدولة لتطبيق مختلف الإجراءات التى تهدف إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، وأنه لا مكان لجملة «هى جت عليَّا»، ولكن أود أن يكون هناك إعادة نظر فى التطبيق، بحيث يكون منطقيًّا ومقبولًا فى مرحلته الأولى، بمعنى أن تبدأ الخطة بتخفيض الإنارة وقطع بعضها عن المصالح الحكومية، ثم تشمل فيما بعد بعض المناطق غير الرئيسية، مع وضع السياحة فى الاعتبار.

نعم، كلما خفضنا استهلاك الكهرباء وفرنا المزيد من العملة الصعبة، وهو ما يستلزم منا جميعًا العمل عليه، نظرًا لضبابية توقيت انتهاء الأزمة الحالية، ولكن من الضرورى ألا تؤثر قراراتنا على صورة مصر أمام العالم، خصوصًا أن الصورة الآن مهمة للغاية، لأننا لا نعيش بمعزل عن العالم، فالصورة تؤثر كثيرًا فى شكل الاستثمارات الأجنبية، وفى ثقة المستثمر بالدولة.

لا مانع من الترشيد، ولكن بلا تأثير على قطاع مهم كالسياحة. ليس الترشيد فى أن أمتنع عن الإنفاق فى أمور نخسر بسببها من ناحية أخرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة النظر فى الإظلام إعادة النظر فى الإظلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon