توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النكبة تصغر أمام ما يواجهه الفلسطينيون

  مصر اليوم -

النكبة تصغر أمام ما يواجهه الفلسطينيون

بقلم : عبد اللطيف المناوي

أيهما أشد وقعًا، نكبة ١٩٤٨ أم حرب غزة ٢٠٢٣؟.

يا الله، أصبحنا نتنافس فى المأساة!. أصبح عداد الضحايا والشهداء ومعدلات التهجير وفظاعة الأحداث مجالًا للمقارنة بين حدث أليم، وآخر أشد ألمًا منه!، أصبحنا نقارن بين ذكريات سيئة وأخرى أسوأ!. هذا ما دفعتنا إليه الظروف، للأسف.

النكبة الأولى لم يكن فى يد الفلسطينيين شىء ليفعلوه. هُزمت الجيوش العربية لأسباب لسنا فى مجال لاستعراضها، فقاوم أبناء الأرض حتى آخر نفَس. استُشهد منهم مَن استُشهد، وهُجِّر منهم مَن هُجِّر، سكنوا مخيمات بعيدة عن أراضيهم، فطلبوا حق العودة، فوُعدوا بها، ولكنها لم تُنفذ.

النكبة الأولى كان وقعها على النفوس صعبًا وأليمًا. تخيل أن يُخرجوك من ديارك، إلى بلاد وأماكن أخرى، ومَن يرفض فمصيره الموت أو الأسر أو التعذيب. النكبة الأولى كان ألمها شديدًا لأن العالم كله تواطأ مع تلك الدولة الجديدة الناشئة التى بحثت لها عن وطن، فلم يجدوا لها سوى فلسطين!.

النكبة الأولى لم يكن هناك سوشيال ميديا، ولا بث تليفزيونى مباشر، ولا طائرات درونز، ولا حرب روسية أوكرانية. النكبة الأولى كانت هى الحدث، الذى تم بعيدًا عن الأضواء والصور، فتخيلوا فداحة ما ارتكبوه من فظائع، ظهرت آثارها فيما بعد فى مقابر جماعية، والعالم يتفرج!.

أما النكبة الثانية أو الثالثة أو الرابعة عشرة، قل ما شئت من حيث الأرقام، فيعرف بها العالم، ويراها بثًّا مباشرًا. الضحايا فى الشوارع، وحالات التعذيب بالصوت والصورة. عَدّاد الشهداء مستمر فى العد، غزة صارت ركامًا، ولا تصلح للعيش. قطاع كامل تمت تسويته بالأرض.

مشاهد التهجير تصلح لأن تكون مشاهد فى فيلم سينمائى عالمى، يصفق له الجمهور. هم يصفقون بالفعل، ونحن نبكى بالفعل.

الفارق الوحيد بين النكبتين هو المغامرة غير المحسوبة التى أقدمت عليها حماس فى السابع من أكتوبر. المغامرة التى جلبت لأهل غزة أحداثًا أليمة أخرى تُضاف إلى سجل آلام الفلسطينيين.

مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، قال أمام اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فى الكاميرون: «إن الشعب الفلسطينى يعيش أحد أخطر الفصول فى تاريخه منذ نكبة عام ١٩٤٨، عندما تعرض للمجازر والذبح والتهجير القسرى من أرضه وتجريده من ممتلكاته وتركه فى مواجهة ظلم تاريخى لا يمكن محوه أو التغاضى عنه».

هذه حقيقة ثقيلة لابد أن نواجهها ونعترف بها حتى لا نكذب على أنفسنا.

وكما دعونا فى النكبة الأولى أن يخفف الله عن الفلسطينيين، الذين فقدوا أهلهم وديارهم فى سنة ١٩٤٨، وسنوات ونكبات أخرى طوال، ندعو الآن أن يخفف الله عنهم معاناتهم، كما ندعو أن يؤلف الله قلوب قادة العالم من أجل تقديم الدعم السياسى الكافى لإنهاء نكبة أخرى فى حياة الفلسطينيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النكبة تصغر أمام ما يواجهه الفلسطينيون النكبة تصغر أمام ما يواجهه الفلسطينيون



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon