توقيت القاهرة المحلي 06:27:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسونامي الجوع ليس شائعة

  مصر اليوم -

تسونامي الجوع ليس شائعة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

بمناسبة التسونامى الذى تتردد أنباء (معظمها كاذبة) عن اجتياحه شواطئ البحر المتوسط، فإن هناك تسونامى آخر أنباؤه ليست كاذبة، ولا يهدد شواطئ البحر المتوسط فقط، بل العالم كله. التسونامى المقصود هو تسونامى الجوع، حيث شهد العالم فى العام الماضى ارتفاعًا مقلقًا فى مستويات الجوع، حيث عانى نحو ٧٣٣ مليون شخص نقص التغذية، وفقًا لتقارير أممية.

أحد هذه التقارير هو تقرير أُطلق فى سياق اجتماع وزارى لمجموعة العشرين فى البرازيل، ويكشف هذا التقرير عن تراجع مقلق فى الجهود المبذولة لتحقيق هدف القضاء على الجوع بحلول عام ٢٠٣٠، فعلى الرغم من التقدم المحرز فى بعض المجالات مثل التقزم والرضاعة الطبيعية، فإن مستويات الجوع قد عادت إلى نفس مستوياته التى كانت فى الفترة ما بين ٢٠٠٨ و٢٠٠٩، ما يعكس تأثيرات عميقة للأزمات الاقتصادية والجائحة العالمية.

ولعل أحد أبرز العوامل التى تسهم فى تفاقم أزمة الجوع هو الانخفاض المستمر فى الأمن الغذائى، الذى هو فى طريقه إلى العجز تمامًا عن تغطية احتياجات نحو ٢.٣ مليار شخص.

الأزمات الاقتصادية العالمية، الناجمة عن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، تسهم بشكل كبير فى زيادة عدم المساواة وتعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. علاوة على ذلك، فإن النزاعات والصدمات المناخية تلعب دورًا مهمًّا فى دفع معدلات الجوع إلى مستويات تتخطى مجرد القلق.

فى ظل هذه الظروف، تكشف البيانات أن البلدان التى تعانى النزاعات والصدمات المناخية تسجل أعلى مستويات للجوع. على سبيل المثال، ارتفعت معدلات الجوع فى البلدان المتأثرة بالنزاعات من ٢٥٪ فى عام ٢٠١٨ إلى ٢٩٪ فى عام ٢٠٢٣، بينما ارتفعت فى المناطق المتضررة من الظواهر المناخية من ٣٢٪ إلى ٣٥٪ خلال الفترة نفسها.

لا شك أن ما يعانيه قطاع غزة بفعل الحرب الأخيرة من صدمات مروعة تخص التغذية تعدى أو فاق كل الحدود الإنسانية، إضافة إلى الوضع فى اليمن وسوريا، والذى يظل هو الآخر فى حدود القلق، حيث تبرز الحاجة الماسّة إلى استجابة فعالة للتعامل مع أزمات الجوع المتفاقمة.

من ناحية أخرى، نجحت دول مجلس التعاون الخليجى فى تعزيز أمنها الغذائى بفضل استراتيجيات التنوع الاقتصادى والقدرة على تأمين وارداتها.. ولكن، لتحقيق الأهداف العالمية، المتمثلة فى القضاء على الجوع بحلول عام ٢٠٣٠، يتطلب الأمر تعزيز التمويل وتنسيق السياسات الدولية بشكل أكبر.

ولأن فى قراءة التاريخ عبرة، فإن الجوع ليس قدَرًا محتومًا، بل يمكن التغلب عليه، من خلال استثمارات استراتيجية فى الأمان الاجتماعى وتطوير نظم غذائية أكثر استدامة ومرونة، وتحقيق هذا الهدف يتطلب تحديد أولويات واضحة من قِبَل صانعى السياسات وتطبيق استراتيجيات منسقة لضمان تحقيق تقدم حقيقى نحو القضاء على الجوع وتحسين الأمن الغذائى العالمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسونامي الجوع ليس شائعة تسونامي الجوع ليس شائعة



GMT 06:27 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شتّان ما بين الاعتذارين

GMT 06:25 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إسماعيل ياسين وناصر وملك المغرب!!

GMT 06:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية!

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل توجد وطنيةٌ أمريكية؟

GMT 06:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأمريكية

GMT 06:18 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تحف الأضرحة

GMT 14:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

لا فرصة للعرموطي برئاسة مجلس النواب

GMT 14:02 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف نتحقق من الادعاءات؟

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 08:32 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
  مصر اليوم - غوتيريس قلق جدا لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 05:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
  مصر اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 17:24 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم
  مصر اليوم - دراسة حديثة تكشف صلة محتملة بين الاكتئاب وارتفاع حرارة الجسم

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon