توقيت القاهرة المحلي 20:08:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسونامي الجوع ليس شائعة

  مصر اليوم -

تسونامي الجوع ليس شائعة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

بمناسبة التسونامى الذى تتردد أنباء (معظمها كاذبة) عن اجتياحه شواطئ البحر المتوسط، فإن هناك تسونامى آخر أنباؤه ليست كاذبة، ولا يهدد شواطئ البحر المتوسط فقط، بل العالم كله. التسونامى المقصود هو تسونامى الجوع، حيث شهد العالم فى العام الماضى ارتفاعًا مقلقًا فى مستويات الجوع، حيث عانى نحو ٧٣٣ مليون شخص نقص التغذية، وفقًا لتقارير أممية.

أحد هذه التقارير هو تقرير أُطلق فى سياق اجتماع وزارى لمجموعة العشرين فى البرازيل، ويكشف هذا التقرير عن تراجع مقلق فى الجهود المبذولة لتحقيق هدف القضاء على الجوع بحلول عام ٢٠٣٠، فعلى الرغم من التقدم المحرز فى بعض المجالات مثل التقزم والرضاعة الطبيعية، فإن مستويات الجوع قد عادت إلى نفس مستوياته التى كانت فى الفترة ما بين ٢٠٠٨ و٢٠٠٩، ما يعكس تأثيرات عميقة للأزمات الاقتصادية والجائحة العالمية.

ولعل أحد أبرز العوامل التى تسهم فى تفاقم أزمة الجوع هو الانخفاض المستمر فى الأمن الغذائى، الذى هو فى طريقه إلى العجز تمامًا عن تغطية احتياجات نحو ٢.٣ مليار شخص.

الأزمات الاقتصادية العالمية، الناجمة عن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، تسهم بشكل كبير فى زيادة عدم المساواة وتعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. علاوة على ذلك، فإن النزاعات والصدمات المناخية تلعب دورًا مهمًّا فى دفع معدلات الجوع إلى مستويات تتخطى مجرد القلق.

فى ظل هذه الظروف، تكشف البيانات أن البلدان التى تعانى النزاعات والصدمات المناخية تسجل أعلى مستويات للجوع. على سبيل المثال، ارتفعت معدلات الجوع فى البلدان المتأثرة بالنزاعات من ٢٥٪ فى عام ٢٠١٨ إلى ٢٩٪ فى عام ٢٠٢٣، بينما ارتفعت فى المناطق المتضررة من الظواهر المناخية من ٣٢٪ إلى ٣٥٪ خلال الفترة نفسها.

لا شك أن ما يعانيه قطاع غزة بفعل الحرب الأخيرة من صدمات مروعة تخص التغذية تعدى أو فاق كل الحدود الإنسانية، إضافة إلى الوضع فى اليمن وسوريا، والذى يظل هو الآخر فى حدود القلق، حيث تبرز الحاجة الماسّة إلى استجابة فعالة للتعامل مع أزمات الجوع المتفاقمة.

من ناحية أخرى، نجحت دول مجلس التعاون الخليجى فى تعزيز أمنها الغذائى بفضل استراتيجيات التنوع الاقتصادى والقدرة على تأمين وارداتها.. ولكن، لتحقيق الأهداف العالمية، المتمثلة فى القضاء على الجوع بحلول عام ٢٠٣٠، يتطلب الأمر تعزيز التمويل وتنسيق السياسات الدولية بشكل أكبر.

ولأن فى قراءة التاريخ عبرة، فإن الجوع ليس قدَرًا محتومًا، بل يمكن التغلب عليه، من خلال استثمارات استراتيجية فى الأمان الاجتماعى وتطوير نظم غذائية أكثر استدامة ومرونة، وتحقيق هذا الهدف يتطلب تحديد أولويات واضحة من قِبَل صانعى السياسات وتطبيق استراتيجيات منسقة لضمان تحقيق تقدم حقيقى نحو القضاء على الجوع وتحسين الأمن الغذائى العالمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسونامي الجوع ليس شائعة تسونامي الجوع ليس شائعة



GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 17:46 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 22:59 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

نانسي عجرم تهنئ شعب البحرين بالعيد الوطني الـ53

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 21:50 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 18:31 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ردّ الجميل للنادي المصري

GMT 09:51 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

أفكار إطلالات المحجبات من وحي مدونات الموضة

GMT 07:56 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رقي الإمارات سرها وسحرها

GMT 08:28 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

روتين العناية بالبشرة خلال فترة تغيير الطقس

GMT 09:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل تورتة بالشوكولاتة والمكسرات

GMT 09:55 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

تعقيدات قواعد المجوهرات في العمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon